سلام الله على الأحبة يفارقوننا في غفلة من الزمن ونتأسى على أنفسنا وعلى من رحل! من أين أبدأ ورحيلك اخترق واقتحم خاطري وقلبي يا صديقة الطفولة! وفي زحمة التمني يخطفك القدر أيتها الصديقة الودودة فتحية أم صلاح، إنه خبر في قمة الألم ولكن لا اعتراض على إرادة الله سبحانه، آه يا فتحية كم هو حزين خبر رحيلك وكم يؤلمني ويبكيني!
في مساء ليس ككل المساءات التحفت القطيف رداء الحزن، ومساء غلبني فيه القدر، حيث بالأمس سمعت بالخبر المحزن وتأسفت كثيرًا وحزنت أكثر، لصديقة الطفولة فتحية أم صلاح، وأنا لم أركِ منذ مدة، وأنتِ من تحملين قلبًا طيبًا وروحًا عذبة محبة للجميع، لقد كنتِ وما زلت إنسانة بكل ما تحملينه من دلالات إنسانية! بأي الكلمات أرثيك واللسان عاجز عن التعبير! ماذا أقول وهل يكفي هنا الكلام وهل يكفي لوصف الصدمة! آه يا دنيا كم أنا حزينة على رحيلك! و في رحيلك المفاجئ ترنحت شموع الأمل في ذاكرة محبيك و رحل عنا صوتك الحنون.
آه كم هي شحيحة لحظات الفرح! وأنا في اللحظة التي أكتب فيها تعزية للجميع، لا أستطيع مسك دموعي على رحيلك يا سيدة الطيبة والتواضع،, حيث لا أكاد أصدق أنني أنعي في هذه العجالة العزيزة والصديقة فتحية أم صلاح، كم أحتاج من الوقت لأصدق وكم أحتاج لأستوعب خبر رحيلك، وقلبي يكاد أن يتقطع إذ بقيت محتفظة بصحتك حتى سقطت فجأة! ولم تعطِ لمحبيك مهلة لتهوني عليهم مرارة وحرارة فراقك ولم نعد نحلم بلقائك، ولعلني سأتحدث مجبرة مع الغير عن غيابك الذي لن تعودين منه أبدًا، يا لقسوة استخفاف القدر بنا، حيث يفاجئنا الموت دومًا بالرغم من وجوده في كل ركن.
عذرًا عزيزتي آخر ما قررت التفكير به، إن حقيقة الحياة من هنا بعد رحيلك دون أن أخبرك! وداعًا عزيزتي فتحية وما أردت لكِ الوداع! لقد استعجلتِ الرحيل يا عزيزتي، لم يحن زمن المغادرة بعد فلايزال العمر ينتظر موسم ابتسامتك وهدوئك وخجلك، قد كان الفقيدة السعيدة هادئة بطبعها لا تتكلف، محبوبة من عائلتها وصديقاتها وقريباتها، استطاعت صقل شخصيتها وإظهارها بالمظهر اللائق المنسجم مع طبيعة وتركيبة إنسانيتها وشخصيتها، حتى في وفاتها كانت هادئة ولم يحمل أهلها وذووها مشقة الموت ومعاناة المرض.
ألف رحمة على روحك الطاهرة أيتها الإنسانة النقية، ستبقي في ذاكرتي وذاكرة كل أحبابك نجمة في سماء القطيف، سنلحق بركبك كلنا إن عاجلًا أم آجلًا وستكون لنا حكايات من زمن آخر، إنا لربنا راجعون.