نفى استشاري أمراض العظام الطبيب كامل مسلم البوري الاعتقاد السائد عن البعض بالعلاقة بين تناول بعض الأكلات ومن بينها “طبق الكراعين” في تقوية الركبة أو العظام بشكل عام.
وقال البوري: “إنما قوة العظام ترجع إلى اتباع نمط معيشي صحي متكامل ومتوازن بين الغذاء والحركة والوقاية والتوعية بالأساليب الصحية للمحافظة عليها سليمة لأطول عمر ممكن”.
جاء ذلك خلال استضافة ديوانية سنابس للطبيب البوري في لقاء الجمعة الأسبوعي الذي نظمته لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بالقطيف في 17 جمادى الآخرة 1440هـ، للحديث حول “ألم الركبة الأسباب والعلاج”، وذلك بحضور عدد من المهتمين بالجانب الثقافي والاجتماعي في المجتمع.
واستهل اللقاء الذي أدار دفة حواره زهير الضامن بسرد السيرة الذاتية للطبيب البوري والإنجازات التي حققها على الصعيد العلمي والعملي.
واتخذ البوري الحديث عن أجزاء الركبة والوظيفة لكل جزء منها مدخلًا للنقاش للمحاور التي تناولها، مؤكدًا على أن عمل الركبة يكون بشكل متكامل وأن عملها واحد، بما تحتوي من مجموعة العظام والعضلات، وهي؛ الصابونة، والغضروف والهلالي، وعظمة الفخذ والساق، والأوتار، والأربطة الصليبية الأمامي والخلفي والجانبي منها، منوهًا إلى أن أي خلل في أحدها يسبب خللًا في الركبة.
وأسهب في شرح الأسباب المؤدية إلى ألم الركبة والتي تتعدد بين؛ الكسور، والإصابات الرياضية، وإصابات الغضاريف، والروماتيزم، وكذلك متلازمة الألم والتهاب المفاصل العظمي، موضحًا العلاجات الخاصة بكل منها، مع عرض التصوير الإشعاعي لكل منها، لافتًا إلى أن العلاج واسع ويعتمد على السبب الناجم عنه.
وأكد البوري على أن العلاج يبدأ من الوعي بأهمية العيش باتباع نمط حياة صحي، والذي يكون بشكل متوازن بين الحركة وبين الغذاء، وإحداث حالة من التوازن الداخلي والخارجي لحركة الركبة، لتقوية العضلات المحيطة بها، بالإضافة إلى أن العلاج الطبي لآلام الركبة يكون بخطة علاجية بين طبيب العظام واختصاصي العلاج الطبيعي.
وتعددت المداخلات من الحضور لمناقشة ما يتعلق بألم الركبة والوقوف على بعض التجارب التي خاضها الحضور، ومنها تجربة محمد آل تلاقف التي استمرت لمدة 10 سنوات والتي شُخصت على أنها نقص في مادة الغضروف، وأخذ لها علاجًا لبناء الغضروف، ومع مرور الزمن وزيادة وزنه، طلب منه حاليًا تبديل المفصل، وعليه كان سؤاله؛ سمعت عن الإبر؛ هل تعطي مفعولًا دائمًا؟ وعند تبديل المفصل هل يكون حلًا دائمًا؟ وما أثرها مع الزمن أو هل يحتاج إلى التجديد؟
أجابه البوري بقوله: “الإبر هي الزيتية، ومع الدراسات وجد أن تأثيرها يختص بتخفيف الألم، وليست علاجًا نهائيًا، كما أنه ليس هناك دواء لإعادة بناء الغضروف، ووجد أن الإبر الزيتية تخفف الألم عبر تغطية المنطقة بغشاء ولا تقدم علاجًا للمشكلة، مع ملاحظة أنها تنفع في مرحلة أولية من المرض وليست متقدمة”.
وأضاف أن عملية استبدال المفصل تكون لتخفيف الألم المستمر، والذي يعيق عن ممارسة الأمور الحياتية بصورة طبيعية، منوهًا إلى أنه يجب قبل إجراء العملية إخضاع المريض لبرنامج تأهيلي طويل من حيث تمارين التوازن والتقوية للعضلات، مع ضرورة تخفيف الوزن عند زيارته، والحرص على ضبط الضغط والسكر، وإيجاد حل لمشاكل الديسك والظهر، عند مرافقته للركبة، كما أنه يجب ألا يغفل عن جانب التهيئة النفسية للمريض قبل إجراء العملية.
وتساءل فضل آل سالم عن المدة التي تظل فيها المفاصل داخل الجسم بعد تغيرها ومتى يحتاج المريض تبديلها؟ فأجابه الطبيب بأن أنواع المفاصل الصناعية بعضها يبقى مدى الحياة والآخر يزال وذلك يعتمد على نوع الركبة، مضيفًا أن المريض هو الذي يحدد مدى حاجته لإجراء العملية وقياس مستوى الألم.
ونبه إلى أن عمر المفصل الافتراضي يكون بين 10 – 15 سنة، وعند الحاجة لعملية ثانية، يكون إجراؤها أصعب من الأولى، وهنا يتوجب على المريض حساب عمره وما مجال الحركة، إذ وُجد أنه كلما تقدم العمر في إجراء هذه العملية كان أفضل؛ نظرًا لمراعاة الحالة الصحية للمريض في حال احتاج تبديل المفصل مرة أخرى.
وحول سؤال الدكتور عبدالعزيز الحميدي: هل يوجد أبحاث تؤكد وجود علاقة بين الوراثة وأمراض الركبة؟ برّأ البوري الوراثة من ذلك، مطالبًا بألا نضع اللوم على الجانب الوراثي وأنه سبب رئيس وإنما السبب هو أسلوب ونمط الحياة، وأغلبها زيادة الوزن الذي يكون عبئًا على الركبة، بالإضافة إلى الوعي بالممارسات الخاطئة ومنها: التغذية والجلسة واستخدام المرحاض (التواليت) العربي.
وفسر في إجابته عن سؤال عبدالله آل شهاب عن سبب فرقعة الركبة مع الحركة؛ أن ذلك الصوت يرجع إلى خشونة الركبة الذي يحتاج إلى تقوية العضلات الجانبية نتيجة لضعفها.
من جانبه، اعتبر الطبيب قاسم الدولة هذه المحاضرة بما تتضمنه من محاور والتي تناولها الطبيب البوري متكاملة، مؤكدًا على ضرورة نشر ثقافة الوقاية قبل العلاج، وأهمية الرياضة والتغذية للجسم، والاستشارة الطبية من ذوي الاختصاص مبكرًا لإعطاء مسار صحي منذ الصغر، أما أحمد آل سعيد فحذّر من الجلوس لفترات طويلة أمام الأجهزة الإلكترونية لتحاشي أثرها السيئ على الجهاز العظمي.
من جانب آخر، شهدت ديوانية سنابس في نهاية اللقاء تكريمًا خاصًا إلى الرئيس السابق لجمعية سيهات للخدمات الاجتماعية عبدالرؤوف المطرود نظير دوره الرائد في نهوض العمل التطوعي والاجتماعي خلال مسيرته مع جمعية سيهات والجهات الاجتماعية الآخرى، بالإضافة إلى تقديم الشكر والتكريم إلى الطبيب البوري على ما قدمه من معلومات أثرت الجميع.