كيف أصنع لنفسي قاربًا للنجاة؟

تميز الإنسان عن سائر المخلوقات بنعمة العقل، حيثُ كرمهُ الله بهذهِ النعمة وزج في جوفه اطمئنان وسكينة إذا ما لهج بذكر الله تعالى كما في قوله تعالى: {أَلَا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ} سورة الرعد آية (٢٨).

وانتشرت ظاهرة في مجتمعنا وهي أن الشخص يظهر أمام الناس وهو بأسوأ حالاته من ناحية أسلوبه أو تعامله مع الناس، حيث يزج مشاكلهُ الشخصية على الناس ويظهرها علنًا ويطلق عليه مصطلح عند الناس “بأنه إنسان قافل”.

ومن ضمنها المشاكل أو الخلافات الزوجية عندما يحدث معه خلاف بسيط أو سوء فهم أو مشكلة تتحول إلى عصبية وغليان وشحن النفس، ويكون الضحية أولاده وأصدقاءه وزملاءه في العمل، كما أن بعضهم يكون رئيسًا لمجموعة يظهر لهم بعصبيته وعدم الاحترام ويتلفظ عليهم بكلام حاد وجارح في النفس ويجلس بينه وبين نفسه في هم وغم وضيق.
إن بعض الزوجات تسمح لزوجها بالخروج من منزله وهو في هذه الحالة، ولا تسعى أن تحل المشكلة وتتركها تكبر بدلًا من حلها في البداية مما يفاقمها ومعرفة السبب، حيثُ تتراكم بعضها مثل “كرة الثلج” وتستمر لأيام في بعض الأحيان.

كيف أصنع لنفسي قاربًا للنجاة في هذه الحياة الدنيا، إنما هي هبة من الله تعالى للإنسان فلا تضيعوها على أنفسكم بالخلافات والمشاكل في أتفه الأسباب لتستمر الحياة، ولا تضعوا لأنفسكم عوائق أو التفكير على أقل شيء أقف عليه وأقلبه يمينًا ويسارًا ويسرق مني راحة بالي ومن حولي، حيث إن بعض الطرفين يقول بأنه ليس المذنب أو صاحب المشكلة وإني لا أعتذر لهُ وإنما هو الذي يعتذر لي.

في وسع الإنسان تجنب المشكلة كما في وسعه خلقها والخيار في ذلك متروك له، وعليه أن يتحلى بصفتين أساسيتين لتيسير المركب وهما كيف أصبح سعيدًا وأتجنب المشاكل وكيف أصبر.

ومن لديه هاتين الصفتين يكون لديه مخزون كبير للحياة، فهما مصدر من مصادر الثقة بالنفس والقوة وعدم الضعف بشيء بسيط يحصل بيني وبين أسرتي، يقول الإمام علي عليه السلام: “سعادة المرء في القناعة والرضا”، لأن السعادة تنبع من قدرتنا على التكيف مع أوضاعنا وظروفنا والتمتع بما نملكهُ من مواهب وقدرات.

يقول الله سبحانه وتعالى {فَصَبْرٌ جَمِيلٌ}، سورة يوسف آية (١٨).

فكلما زاد صبرك زاد تقبلك للأمور ومن ثم سعادتك وتوفيقك، فالحياة ذاتها عبارة عن مدرسة يعتمد منهجها على الصبر، ولكي تتحقق السعادة في الحياة فلابد من التحلي بالصبر.


error: المحتوي محمي