يعتبر العجب من الآفات الخطيرة التي تصيب الكثير من الناس، والمعنى العجب هو: الزهو بالنفس، وكذلك هو استعظام الأعمال والاتكال إليها، وإلحاقها إلى النفس مع نسيان إلحاقها إلى المُنعم سبحانه وتعالى. ومن مساوئ العجب أنه يبطل الأعمال الصالحة ويخفي المكارم ويجني الرذيلة لدى الإنسان.
وأن العجب يؤدي إلى الخسارة بل والهلاك في الدنيا والآخرة، بالإضافة إلى أنه يؤدي بالإنسان إلى الوقوع في عقد نفسية خطيرة تجعله يتيه ويصاب بمرض النرجسية، وينسى نفسه فيسوء في أدبه وأخلاقه والفاظه وكلماته، وأيضًا يجعل نظرته إلى الناس تكن تشاؤمية دائمًا، ويحب أن يتغطرس على من حوله.
على الإنسان أن يثقف نفسه أكثر بقراءة كتب عن العجب، ويتعظ بل ويحاسب نفسه قبل أن يجعله هذا المرض الخطير، والذي يدمر الذات تدميرًا شاملًا، ويجعل الفرد يصر بل ويتعمد على تكرار الخطأ، بدلا من محاولته إصلاح عيوبه الذاتية، كذلك يدخل الإنسان في متاهات غير منتهية من المشاكل الذاتية والعقلية.
ومن بعض مظاهر العجب فيما يلي :
• التفاخر بالمال.
• التفاخر بالعلم.
• التعصب وعدم تقبل الآراء والأفكار للآخرين.
• التفاخر بالجمال والنسب.
• المكابرة وعدم تقبل أي نصيحة توجه إلى الفرد.
• اعتقاد الفرد أنه إنسان عظيم أو أنه الأذكى بين الجميع.
• حب المدح والإطراء بقوة، وكره الناقدين والمستهزئين.
• عدم استشارة أهل العلم والثقافة والعقلاء.
• اعتقاد الفرد أن لديه الكماليات الإنسانية والدينية فتكون له نظرة لإخوانه المؤمنين أنهم مذنبون ومرضى نفسيًا.
ومن بعض أسباب العجب: قلة شكر الله، وقلة ذكر الله عز وجل، وسوء النية، والجهل، وإعجاب الإنسان بعلمه أو رأيه.
الرياء خطره عظيم جدًا على الإنسان والمجتمع والأمة، وحكمه محرم في الشرع ويبطل العمل الصالح، كذلك يؤدي بالإنسان إلى الوقوع في متاهة الأمراض الفكرية: على سبيل المثال يصاب الفرد بمرض اضطراب الشخصية شبه الهستيري، والذي يجعل الفرد يستمر بالسعي في لفت انتباه الآخرين ومحاولة نيل إعجابهم. وتعريف الرياء في اللغة: الرياء في اللغة، مصدر مادته: «ر أ ي» وأصله طلب المنزلة في قلوب الناس بإرائهم خصال الخير، فهو بمعنى: «إظهار العمل الصالح بقصد أن يكون من أجل الناس».
وللرياء بعض العلامات ومنها: الرياء بالعمل، والرياء بالقول.
• مثال على الرياء في العمل: حب الفرد للظهور والشهرة بدرجة مبالغ بها ليثبت للناس أنه رجل خالص وليمدحه الناس. وبهذا يجعل عمله غير خالص لوجه الله.
• مثال على الرياء في القول: يقول الإنسان للناس انظروا لدي علم وثقافة غزيرة ليمدحه الناس ويقولوا عنه إنه عالم كبير.
فمن الواجب على الإنسان أن يثقف نفسه أكثر في العلوم الدينية حتى يبعد نفسه عن الرياء ويتعظ ويتيقن عظمة الله، وأيضًا يجعل نيته وعمله خالص لوجه الله. على سبيل المثال إنسان تاجر يتصدق على الفقراء من أجل أن يثبت للناس أنه فعل عمل صالح فبهذا يعتبر عمله غير مقبول وليس فيه أجر وثواب. فعلى الفرد أن تكون نيته، ومن داخل باله أنه إذا فعل أي عمل خير يجب أن يكون من أجل إرضاء الله وليس الناس. قال الرّسول صلّى الله عليه وآله وسلّم: ( إنما الأعمالُ بالنياتِ، وإنما لكلِّ امرئٍ ما نوى ).