أكد الاختصاصي النفسي ناصر الراشد أن 30 ثانية من احتضان الزوجين لبعضهما البعض، كفيلة بالقضاء على جميع المشاكل الزوجية.
وأوضح “الراشد” أن الاحتضان يوميًا يقضي على النقد، بسبب إنتاج هرمون السعادة، مما يجعل الشخص شخصية انبساطية، منفتحة على الآخر.
جاء ذلك في ورشة عمل نظمتها جمعية سيهات للخدمات الاجتماعية تحت عنوان “الحب وحده لا يكفي”، وحضرتها 50 سيدة.
وشدد “الراشد” على ضرورة تفعيل مفهوم “المعروف” الذي ذُكر في القرآن الكريم كثقافة إنسانية أصيلة، منها ينطلق الشخص بالحفاظ على الطرف الآخر، فهي أساس كل تدين، التدين البعيد عن العبادات والممارسات التي أصبحت روتينية أكثر منها معرفة حقيقية، فإن رأى منه الضعف مد يده له، قائلًا: “أسوأ ما يمكن أن يمارسه الزوجان هو التنافس، والمنة”.
وأضاف أن الأسرة أصبحت مستهدفة، والدور النمطي لكلا الزوجين محارب، والسلوكيات نتاج ممارسات خاطئة لا تمت لمجتمعنا بصلة، وإنما هي ثقافات ودراسات دخيلة بعيدة عن ثقافتنا الإسلامية التي تدعو لحسن التبعل، والمعاشرة بالمعروف.
وتطرق “الراشد” للمقدمات التي لابد منها لبناء علاقة زوجية سعيدة، لافتًا إلى أن التراكمات التي يعيشها الزوج أو الزوجة هي استعداد محتم للفشل، قائلًا: “سقف التوقعات العالية يفشل العلاقة، في حين أن الدراسات أكدت أن انخفاض سقف التوقعات يأخذ بالحياة الزوجية للاستقرار”، مستعرضًا مستويات العلاقة الزوجية التي هي أحد ثلاثة، زواج سعيد وناجح، والإحصائيات تشير إلى أنه لا يتجاوز 13%، ومثله الزواج المتصدع بنسبة 13%، وزواج ناجح ونسبته في المجتمع 74%”.
وبيَّن أن بعض الزواجات تمر بمرحلة الآمال والأحلام، لكنه يفاجأ بواقع مختلف، فينتقل لمرحلة الإحباط، ومن ثم الانفجار، مؤكدًا أنه لا يوجد زواج ينتهي بعد 30 سنة إلا إذا كان منتهيًا أساسًا من السنوات الأولى، ولكنه طلاق مؤجل بسبب الاعتبارات الاجتماعية والأبناء.
وصحح “الراشد” الفكرة المغلوطة حول وجود الفروق النفسية بين الرجل والمرأة، مؤكدًا عدم وجود رجل انبساطي وامرأة نكدية، فهي سمات فردية، نسبية وليست مرتبطة بالجنس، بل إن الدراسات أكدت أن الرجال أكثر عاطفة من النساء، ولولا جلد المرأة وصلابتها لما استطاعت أن تكون أمًا، لافتاً إلى أن الاستمرار باستذكار المثيرات واستحضارها سواء كانت جنسية، أو معرفية، أو سلوكية كانت أو عاطفية، سبب في السعادة الزوجية.
ولفت إلى أن اليقظة الذهنية لا بد أن تكون حاضرة بإعطاء انتباه أكثر للحظة الحالية لأفكارنا وسلوكنا ومشاعرنا، مما سينعكس على الرفاهية النفسية للزوجين، بالإضافة للاستمرار في الرغبة في إثارة الإعجاب، والمحافظة على مستوى مناسب من المشاعر التي بدأت بها العلاقة، مشيرًا إلى أن الممارسات البسيطة هي وقود السعادة لكامل الأسرة، وبها تكون أرضًا خصبة إما لإنتاج أفراد أسوياء بتحقيق مفهوم الاستقرار، أو إنتاج شخصيات فصامية نتيجة عقد نفسية أوجدتها الأسرة بفعل الأب والأم وطريقة تعاطيهما مع بعضيهما.
وأوصى أن يتنبه الأزواج لما يسمعونه، بأن لا يخذونه كحتمية نفسية، فالمعرفة الحقيقية أهم من المهارة التي لا تصنع في بيئة خصبة بالمشاكل.