أكثر من عشرين عاماً، وشعارها “إن كان للإبداع أهل، فنحن أهله”؛ فملأت بترجمانه عضوة جماعة الفن التشكيلي بالقطيف أفراح حسين خليفة الحساوي ساحات المدارس التي عملت بها بأشغال ولوحات فنية تلفت ناظريك بقوة ألوانها وبأفكارها المبتكرة المعنونة بالوطنية والتجريدية والسيريالية، حيث إن عنفوانها وتحديها ولطافة معشرها جعلها الأقرب لنفوس طالباتها.
تخرجت الحساوي المنحدرة من مدينة سيهات، في جامعة الملك سعود بالرياض بعد أن حصلت على شهادة البكالوريوس في التربية الفنية، محلقة بنشر رسالتها في سماء القطيف ونقش فنون مبتكرة بعيدة كل البعد عن التقليد.
وبدأت بوادر رحلتها الفنية منذ يوم مولدها حيث عاشت في عالم الظلال والألوان ومقدماتها حينما كانت تتكئ على سريرها الصغير، وتملأ كراستها بالرسومات وتتأمل أغلفتها وتنام وهي تحتضن ألوانها.
وبيّنت الفنانة أنها تعتز كثيراً بأعمالها، معتبرة والدتها هي ملهمتها وقدوتها الأولى، فمنذ أن كانت طفلة صغيرة كانت تنظر إليها وهي جالسة على ماكينة الخياطة لترسم وتقص ملابسها هي وأخواتها وتجد أن ما تصنعه أمها من أجمل الأزياء.
وذكرت الحساوي أن من أطرف ما مر عليها خلال رحلتها الفنية هي منافسة ابنها الصغير لها ونقده الدائم لأعمالها، وإن خالجها شعور محزن لحدث وقع بعد زواجها إذ عزمت على نقل أشغالها الجامعية ولوحاتها إلى بيت الزوجية، وجمعتها في زاوية بمنزل والديها؛ لتأخذها في اليوم التالي، فقامت الخادمة برميها في سلة القمامة دون علم والدتها لتنصدم بما حدث لدرجة البكاء.
وتعلق على مناهج التربية الفنية بأنها ابتعدت عن مجال الرسم لتركز على مجال الخشب والمعادن في غفلة عن أنامل الطالبات الناعمة التي لا تحتمل أشغال الحفر والحرق والنحت، كما أن الدروس مكررة لدرجة أن الطالبات شعرن بالملل من إعادة وتكرار نفس الفكرة.
وشاركت في عدة محافل؛ منها ملتقى الأسر المنتجة والتاجرات الخامس التابع لجمعية القطيف الخيرية في شهر رمضان الماضي، وعرضت مؤخراً 50 لوحة مختلفة الأشكال والأحجام يجمعها الثقة بالنفس والرغبة بالتميز وتحقيق الذاتً وذلك في استضافة خاصة لمنتدى الثلاثاء الثقافي الذي أقيم مساء يوم الثلاثاء 14 جمادى الثانية 1440هـ.
وردًا على سؤال «القطيف اليوم»؛ لماذا لم تفتحي معرضاً شخصياً حتى الآن؟ قالت الحساوي: “من قال إنني لم أفتتح معرضاً من قبل وأنا قد افتتحت أجمل المعارض بين بناتي وطالباتي! جعلها الله عوناً وفخراً للقطيف وأهلها”.