كشف الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان سبب في كون الأحلام مشفرة؛ وهو وجود الأقنعة التي يرتديها الناس بالحياة، حيث إن جزءًا كبيرًا من رغبات البشر غير مسموح بها في القانون أو الدين أو بالعرف والتقاليد وغيرها، وهذا ما يدعو لممارسة هذه الرغبات ضمن هذه المساحة المسموحة بالحلم.
وأضاف أنه قد يلجأ بالأحلام لبعض الحيل لتجاوز سلطة القانون والواقع وكل ممنوع بشكل عام، وذلك بعدة صور مثل الإنكار والتبرير والإسقاط والنكوص والتكوين العكسي والاستعلاء أو الأبدال.
وذكر آل عجيان لـ«القطيف اليوم» أنه ليس هناك دليل أو دراسات على وجود فوارق بين الرجال والنساء في كثرة الأحلام، لكن الرجال أكثر إنكارًا وأكثر اختباء من النساء؛ لأنهم يعرفون أن الحلم شكل من أشكال الأسرار فيخشون أن يقترب أحد من دواخلهم وأعماقهم، لكن النساء أكثر إفصاحًا عن أحلامهن.
ونوه إلى أنه حين نُشر نموذج العناصر الأساسية بتأويل الأحلام تمت تعبئته من خلال 20 حالة سجلت فيه أحلامها وكان منها 3 حالات رجال والباقي نساء.
جاء ذلك في محاضرة “تأويل الأحلام” التي قدمها آل عجيان مساء الأربعاء 20 فبراير 2019 في قاعة الحوراء ونظمتها اللجنة النسائية لجمعية العوامية، بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بحضور 62 رجلًا وسيدة.
وبدأ آل عجيان المحاضرة بعرض مقطع فيديو لتفسير وقوع الأحلام، وتحدث عن كتاب “السبيل إلى التأويل” للعالم النفساني فرويد الذي عده بمثابة تفجير قنبلة ووضع رجل العالم على التفسير العلمي والتحليلي للأحلام من خلاله، كما اعتبره مفخرة فرويد وأهم كتبه، الذي جعل نفسه فيه فأر تجارب حيث شرح به نفسه وأحلامه للجميع.
وفسر آل عجيان الحلم بحسب كتاب فرويد على أنه رغبات تتحقق بالأحلام، حتى لو كانت بعضها على صورة كوابيس إلا أنه يداخلها رغبات دفينة بسبب مصاحبة الألم أو تأنيب الضمير، كما يكون حين تكون الرغبة ضد الدين والقانون ويحصل بها صراع داخلي فيأتي الحلم نتاج هذا الصراع ليرسم الرغبة المفقودة وغير المحققة بالواقع.
وأكد من خلاله على ضرورة السؤال عن الأحداث الواقعة باليوم السابق للحلم لتفسيره، حيث يعتقد فرويد أن كل ما يحيط بنا محفز لصدور الحلم، ويخرج من مخزون اللاوعي أمور قد لا يتوصل لها.
وتحدث عن كتاب “الأحلام بين العلم والعقيدة” للدكتور علي الوردي، متطرقًا لتفسير الحلم بالقرآن من خلال قصة النبي يوسف وصاحبيّ السجن.
وفي الختام، استعرض آل عجيان بعض النماذج التي وصلته من تعبئة نموذج العناصر الأساسية بتأويل الأحلام والتي علق عليها وفسرها بعلم النفس التحليلي، وكانت تحوي التعريف بالشخصية من حيث الاهتمامات والمهنة والديانة والأنشطة التي يمارسها الحالم وتوجهاته، مع ذكر الحلم وتضمين إن كان هناك أحلام متكررة أو مرتبطة بموضوع الحلم مع ذكر أبرز رموز الحلم، مع المشكلات والصراعات والعادات والتقاليد الاجتماعية والأسرية، بالإضافة لأحداث اليوم السابق للحلم.
يُذكر أن آل عجيان هو اختصاصي نفسي ومشرف خدمات إرشادية بالقطيف، وهو مدير مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية والتي تتشارك مع جمعية العوامية بالشراكة المجتمعية والتي تقدم المحاضرات التوعوية لعامة المجتمع بشكل أسبوعي تقريبًا.