في القطيف.. من بقايا قماش الستائر.. حجاب تكشف كيف حولت هوايتها لمشروع استثماري

من خيط وإبرة وبقايا قماش الستائر، خاطت أمينة حجاب أكياس القرقيعان والشنط، إلى أن تطورت إلى فساتين المناسبات الشعبية للفتيات، نسجت منها مشروعها الشخصي بعد أن كان هواية، ولاقى استحسان النفس والمقربين، ومع التشجيع الدائم امتدت إلى شنط دلات الشاي والقهوة.

وقفت حجاب بكل فخر للحديث عن تجربتها وتحدي الحاجة إلى الوصول للهدف والاعتماد على الذات بعد أن كانت إحدى مستفيدات الضمان الاجتماعي، فحولت هويتها إلى مشروع خاص يدر عليها مالًا يضمن لها لقمة العيش الكريمة، مع وصول إنتاج مشروعها إلى خارج البلد.

وتحدثت حجاب لـ«القطيف اليوم» عن تجربتها، مستهلة حديثها بأنها كأم كانت تحلم بأن توجّه أولادها إلى مدارج العلم، والزواج بإكمال نصف دينهم، حيث كانت بدايتها الانضمام للضمان، ثم برنامج الأسر المنتجة، ومنه حصلت على الدعم المالي بمبلغ 15 ألف ريال، ومع دعم موظفات الضمان الاجتماعي، اتجهت لمكائن الخياطة؛ واشترت ماكينة عادية، وجلد وماكينة تنظيف وعليه جمعتهم في معمل صغير.

واستطاعت الخروج من دائرة المجتمع المحلي إلى المشاركة في بعض المهرجانات في المدن السعودية وكذلك الشركات كأرامكو، ومدينة النعيرية، مع انتظارها تحقيق حلمها بنقل تجربتها لمهرجان الجنادرية بالرياض، إلا أنها نقلت تجربتها إلى أحد المعارض في الخليج بتنسيق من الضمان الاجتماعي.

وتعدى مشروعها الحدود الخليجية إلى ألمانيا، ومع تميزها وُجّه خطاب شكر إلى مكتب الضمان الاجتماعي، وبعدها حصلت على جائزة الأميرة صيتة في الإبداع والتميز، بعد 8 سنوات من الجد والعمل، وتميز منتجها بتوظيف السعف مع خامات البلاستيك والقماش، وعليه منحت تكريم من الأميرة عبير بعد أن أهدتها شنطة من السعف.

واتجهت ابنة سيهات حجاب إلى منحى آخر من المشاريع وهو الحصول على ترخيص من البلدية بالبيع في “عربة لبيع الطعام” كأول تصريح في المحافظة، لتقديم الوجبات السريعة لمرتادي الكورنيش بطول 7 أمتار وعرض 4.5 متر، معربةً عن سعادتها باستضافة الضمان الاجتماعي والقنصلية الأمريكية فيه، كما أنها سعت إلى تنفيذ مبادرة “الغبقة” والتي تكون باستضافة شخصية من الشخصيات المنجزة في المجتمع والتعرف عليها.

جاء ذلك في ورشة العمل “حولي هوايتك إلى مشروع تجاري” للمدربة فضيلة الفضل، والتي نظمها مكتب الضمان الاجتماعي بالقطيف بالتعاون مع مركز دانة التدريب النسائي، يوم الأربعاء 15 جمادى الآخرة 1440، بمقر مكتب الضمان بالقطيف.

وبدأت الفضل ورشتها باستنباط ماذا تعني الهواية من 23 سيدةً، من المستفيدات ومنسوبات مكتب الضمان، وضيفات مركز التنمية بالقطيف، وما نوع الهوايات التي يمارسونها، لتجد الإجابات المتعددة، بين تنفيذ التصاميم، والقراءة، والتجميل، مع تصدر هويتا الخياطة والطبخ على الجميع، مركزةً على أن تكون الهواية حقيقة، ليتم البحث عن الفرص المتاحة.

ولفتت إلى أن تحويل الهوايات إلى مشروعات سيحتاج لجهد شاق ومقدرة كبيرة على الإبداع ولكن النتائج النهائية لن تنتهي، وسوف تكلل بالحصول على مقابل مادي منها، مشيرةً إلى أن أكثر الناس نجاحًا من لديهم شغف بالعمل الذي ينتمون له، ويقومون بتنفيذه بإتقان وإخلاص.

ودعت كل من يمتلك هواية ويرغب في العمل بها إلى التفكير في عدة أمور، أولها؛ مدى أهمية هذه الهواية للناس وهل هي مرغوبة؟ وهل يوجد مثلها كمشروع وكيف يتم تنفيذه؟ وهل يملك التمويل الذي يشغلها؟ وهل هناك احتياطات مالية تكفي لستة أشهر؟

وقالت: “اذا كانت الإجابة عن هذه الأسئلة (نعم) فسيكون الشخص قادرًا على إنجاح مشروعه”.

وتتبعت خطوات بدء المشروع بمناقشتها مع الحضور، من كتابة الخطة من حيث التسويق والدخل والمصاريف، ووضع اليد على التكاليف الحقيقية، وتخيل المنتج لأبعد الحدود، وكذلك البحث عن التميز في السلعة، مطالبةً بإيجاد مبادرات من الشخصيات ذات الخبرات العملية للاستفادة من تجاربها.

وأكدت أن المرأة في المجتمع تملك مهارات إبداعية متعددة، وسط ما تتمتع به من فرص متاحة في المجتمع، على مستوى المؤسسات الاجتماعية أو العمل الحر، والتشجيع على عملها وفق رؤية 2030.

واختتمت الفضل بالإشارة إلى طرق تمويل المشاريع عبر الصناديق المتوفرة من الدولة بصورة قروض ميسرة ومنها؛ صندوق المئوية، وبرنامج كفالة، وبادر، وصندوق الأمير سلطان بن عبدالعزيز، وصندوق عبداللطيف جميل.

من جانبها أكدت رئيسة قسم التمكين في القسم النسائي بمكتب الضمان الاجتماعي بالقطيف والمشرف على تنظيم الورشة أمل حماد لـ«القطيف اليوم» أن إقامة الورشة جاءت نتيجة سعي مكتب الضمان إلى توجيه سيدات المجتمع إلى الفرص الوظيفية واستثمار طاقاتهن المهنية في كسب الرزق، وسط ما تسعى له الدولة من تمكين المرأة ضمن خطة التحول 2020 والتي من ضمنها تعزيز العمل الحر.


error: المحتوي محمي