لاقوون… lagoon

تدور وتتجول في المناطق المدفونة حول تلك الجزيرة “تاروت”، التي كانت يوم من الأيام يحيط بها غابات من أشجار المانجروف، وتلاحظ أن تلك الغابات أصبحت من الماضي وانتهت إلى الأبد و بدون رجعة إلا بقدرة قادر. لن أتطرق إلى أهمية اشجار المانجروف للحياة الفطرية والبيئة البحرية لأنها معروفة للجميع.

في كل مناطق العالم، تكون غابات أشجار الشوري “المانجروف” من المعالم السياحية والمحمية من قبل الهيئات المختصة، ناهيك عن الاهتمام بها لأهميتها للحياة الفطرية والبحرية وفوائد أخرى يعرفها أهل الاختصاص، ولكن لماذا اختفت غابات المانجروف من الأنظار؟ لماذا الإنسان عنيف وجائر على البيئة مع وجود الأنظمة التي تحميها؟

ألا توجد حلول مدروسة لدى المهندسين الأفاضل، هل الحل الوحيد لديهم هو القضاء على البيئة والجمال والخضرة والتحول إلى التصحر على حساب البيئة والحياة الفطرية للحصول على مخططات جديدة، نعم التوسع العمراني هو واقع وضروري إلي كل مجتمع ينمو و يكبر، والحلول في إيجاد مخططات سكنية جديدة تأتي من أهل الاختصاص وبدون الضرر بالبيئة، والخيارات كثيرة خاصة في واحة كبيرة مثل القطيف محاطة بصحراء واسعة من الجهة الغربية.

التوسع العمراني له حلوله وخياراته المدروسة وأهل الاختصاص قد يحتاجوا أن يستعينوا بأهل اختصاص أكثر خبرة منه وله باع طويل في هذا المجال. من الخيارات الكثيرة للتوسع العمراني على سبيل المثال السماح في البناء العمودي بحيث يستطيع المواطن بناء إلى خمسة أدوار أو أكثر، ما هو المانع هندسيًا ألا تبني أكثر من طابقين وملحق في بعض المناطق؟ وبينما مسموح بها في مناطق محددة بحرية مدفونة و في نفس المنطقة؟ والحل الآخر هو الاتجاه نحو الصحراء وبناء مدن جديدة حديثة بتخطيط جميل وحديث ينافس ما حولنا من مدن جميلة كالمدينة السكنية للجبيل الصناعية، والخيرات كثيرة.

أما إذا كان الخيار مركزًا على دفن البحر فلا بأس بذلك إذا كانت مدروسة وبدون القضاء على البيئة وبالخصوص أشجار المانجروف، في هذا الخيار قد تكون فكرة اللاقوون خيار وفكرة جميلة جدًا للمخططات البحرية المدفونة، بحيث تكون المنطقة المدفونة كجزيرة منعزلة تبعد عن اليابسة بعدة أمتار مربوطة بجسر بحري صغير مع اليابسة، وبينهما لاقوون جميل من أشجار وغابات المانجروف، بهذه الطريقة تترك أشجار المانجروف سليمة ونستفيد منها لتكوين منظر جميل يجذب السواح والزوار والمواطن والمقيم، بالإضافة إلى الحفاظ على البيئة والحياة الفطرية. عزيزي المهندس لا داعي لقتل أشجار المانجروف، لأن تصميم اللاقوون قد يكون من أبسط الأمور الهندسية المدنية التي لا تحتاج إلى حتى أبسط الحسابات الهندسية.

نتطلع أن يأتي اليوم الذي نرى فيه لاقوون جميلًا ينافس ما رأيناه في كثير من الدول.

لا يستطيع الإنسان مطلقًا أن يتوقف عن الحلم والأمل ما دام هناك حس وطني يحاول التطوير إلى الأحسن، نرى غالبًا خلال وجودنا أحلام تحقق ورغبات لا تحبط.

يجب الاستمرار في الحلم والتطلع إلى مستقبل أفضل للمنطقة وإلا ماتت الروح فينا.


error: المحتوي محمي