باتت مسألة الأبناء غير الشرعيين من أخطر المسائل التي تقلق البشرية وتقض مضجعهم؛ ففي كل عام تزداد نسبة ولادتهم حتى تصل إلى أرقام فلكية في عالمنا الإسلامي المحافظ والعجيب أيها السادة هي النسبة المرتفعة في بعض المدن والمحافظات الإسلامية.
وأما بالنسبة للدول الغربية فحدث ولا حرج حيث تبلغ نسبة الأطفال غير الشرعيين في بعض الدول 74% والنسبة في ازدياد والعياذ بالله.
ما دعاني لتسليط الضوء على هذا الموضوع فضلاً عن أهميته وخطورته هو ما تداوله المغردون في مواقع التواصل لمشهد مفجع وبعيد عن الرحمة والإنسانية حدث في مدينة جدة مدعوما بتصوير فيديو للمشهد المؤلم حقاً بتصوير امرأة مجردة من الإنسانية تحمل رضيعاً وتضعه أمام باب المسجد ومن ثم فرت هاربة.
حتى أصبنا جميعاً بصدمة كوننا لم نتوقع أن يكون ما نشاهده حقيقيًا في الواقع وليس في الأفلام والمسلسلات.
في اعتقادي أن هذه الأم كانت تعلم علم اليقين أن المصلين سيرحمونه ولكن هذه الأم غفلت أو تناست أنه مهما كان هؤلاء المصلين رحماء ومهما كان المشرفون على الأطفال اللقطاء في الملاجئ عطوفين فلن يستطيعوا أن يخرجوا هذا الطفل للمجتمع سوياً من الناحية النفسية والتربوية لأنهم وبكل بساطة يفتقدون للعاطفة الجياشة التي تنبع من قلب الأم أو الأب ويدركها الطفل جيداً مما ينعكس على مشاعره وسلوكه ونظرته للحياة والمجتمع من حوله.
وتناست أيضاً أن هذا الطفل سوف يخرج للحياة مضطهداً من أعز الناس لديه ومحرومًا من العاطفة والحنان ويدفع ثمن خطأها الفاضح والمشين ونظرة المجتمع له ولأبويه بالسخط والغضب على شناعة فعلهما وبالتالي يبدأ مشوار حياته وسط هذا الجو المشحون بالتعبير عن الرفض والاحتقار والكراهية فيجد نفسه إما ملقيًا على أرصفة الشوارع أو مرميًا على أعتاب المنازل أو قريباً من صناديق القمامة فلو حالفه الحظ ونجا من هذا كله فانه لن يتعدى العيش في دور الرعاية.
هكذا هي الفواحش تخترق الفطرة أطفال لا ذنب لهم يرمون في الشوارع بلا رحمة ولا رأفة بهم وبطفولتهم بسبب الفاحشة واللذة المحرمة وخوفاً من الفضيحة المدوية ولكن ثقي تماماً أيتها المراة الخائنة الزانية وأعلم أيها الرجل الخائن والزاني أنكم ستقفون أمام الله (عز وجل) يوماً وتسألون وتحاسبون عن قذارة عملكم هذا وعن رميكم هذه النفس البريئة وأعلموا أن الخطأ لا يعالج بخطأ مثله أو أكبر منه وتذكروا أن الله عزيز ذو انتقام.
أجارنا الله وإياكم من عمل الفحشاء والمنكر والبغي والظلم وحصننا الله بالشرف والعفة والإيمان وأكرمنا بالحياء والطهارة وحسن العاقبة إنه سميع مجيب.