التقيت صاحبتي على الكورنيش في ظل هذا الجو الجميل وبعد الجلوس وتبادل بعض الأحاديث لاحظت علامات اليأس على وجهها..
تذكرت أنها لم تكن على ما يرام مع خطيبها في الفترة الأخيرة.
سألتها عما آل إليه الحال.
قالت: إنه اتصل عصر اليوم وذلك بعد حوالي شهر ولم تكن تعلم عنه شيئًا فعرض عليها أن يحضر ليلة غد.
قلت لها: هذا جيد
قالت: لكني لم أكن مستعدة لهذا ولم يمكنني الاستقرار على رد سريع كي أراجع ظروفي وأعتذر عن ارتباطي إن أمكن.
وقد أعربت له عن حاجتي لكلمة حلوة يؤكد بها صادق رغبته بعد الغياب.
فوجئت أنه انزعج وأعرب عن استيائه وكأنه ألغى العرض.
سألتها: في النهاية هل سيأتى أو لا.
ردت: لا.. فقد تظاهرَ بالزعل والتذمر.
قلت: لماذا؟
قالت ساخرة: لا أعلم… هل تعتقدين أني أنا السبب أذ طلبت منه كلمة لطيفة تزيل أثر الإجحاف؟
أو لأني لم أوافق فورًا؟
قلت لها: هذا ليس طبيعيًا ما دام الأمر تجاوز حدود الجدية ليس هذا حال المقبلين على الزواج.
قالت: أنت في هذا صادقة، ولم يكن كذلك في بداية الخطوبة، وقد أرسلت له كي نتفاهم لكنه اختفى ولم يرد.
قلت: أخبرتك أن تجيبي طلبه مهما كانت مشاغلك كي لا يتخذ عليك حجة.
ردت: كنت كذلك وقد حاولت أكثر الأوقات ولكن هل نحن في معركة؟
هذه الأمور تكون تلقائية وبالإمكان يمر على البيت دون مواعيد ونخطط معًا ببساطة.
قلت: وما هو رده حين تسألينه
قالت: هو يقول إني أنا التي أتنصل من اللقاء وإني لا أريده، وإني، واني..
كيف يمكن أن نبني علاقة وهو غير موجود؟!
قلت: ربما نمط حياته يجعله غير راغب في الانتظار.
هي: تعلمين كيف أصون سره وأحترم خصوصية ما بيننا
وأني لم أخبرك إلا كي أستمد منك القوة لإتمام النهاية التي لا بد منها.
قلت: كنت تعلمين أن الأمور غير واضحة منذ البداية ولم يكن يعمل وهذا ربما يجعله عصبيًا.
قالت: إن لديه مصادر للرزق تكفي أن نبدأ كما أقنعني…
وتعلمين كيف شجعته ووثقت به
رغم ظروفه؛ إذ كان معروفًا عنه الالتزام والأخلاق.
سألتها وما هو الوضع الآن؟
قالت: لا أعلم.. على كل حال
لم يكن بيننا شيء على الإطلاق
لكنه أضاع مني وقتًا ثمينًا إذ أني لم أذهب للدراسة.
قلت: لعله خير.. لكن هل تعتقدين أن هناك امرأة أخرى.
قالت: لا يعنيني ذلك.. ما يهمني أنه من خلال ما مر بنا أتوقع أنه يرغب أن أنهي أنا الحكاية كنوع من إرضاء الضمير كي لا يكون هو المسؤول وأني اقتنعت بذلك وما جعلني أحتمل أنه مر بظروف صعبة من وفاة والده المفاجئة وتعثره في العمل…
أتعلمين قيل لي في مدحه في بداية الأمر إنه كالثريا ههههه… حسنًا لا أريد شخصًا من الثريا
أريد شخصًا معي على الأرض.
أنا: ابتسمت
قالت: أخبرته قبل أن أحدثك أني هنا وأني أنتظره ولكنه لم يحضر.
رجعت المنزل صليت وأحضرت لوازم جلستنا وكلمتك لنلتقي
أردت أن أنهي الأمر هنا، وقبل أن تصلي كنت قد كتبت له:
(تأثرت جدًا لعدم حضورك..
إنها آخر صفحة يمكنني فتحها..
اذهب واسترح ودع ضميرك ينام بعمق…
تعلم تمامًا كم حاولنا حتى انتهى الأمل..
لست مجبرًا على محاولة كسب ود لست راغبًا فيه.
قد أصبح منح الفرصة سخيفًا لكل منا..
ها أنا ذا فتحت الضوء الأخضر…
انطلق وأكمل إجراءات نهاية الحكاية)