في صفوى.. الشرياوي يروي حكايته مع الخشب.. من هاوٍ لحرفي بارع في صناعة الأثاث

يستيقظ في الثامنة ويبدأ متوجهاً إلى عمله في التاسعة صباحاً وهو يحمل في داخله كل المتعة، التي لا يعود يشعر معها بكل الوقت الذي يقضيه في الورشة وهو يمارس حرفة النجارة، وتصنيع الأثاث الذي يحمل ختم الصناعة السعودية، بأنامل وطنية 100%.

هشام الشرياوي، الشاب الصفواني الذي بدأ حرفته بهواية منذ أكثر من 20 سنة تمرسها بتعلقه بالخط العربي ليخطه على الخشب ويحترف التصميم ليلبي متطلبات العملاء، في توفير الجديد، ويوافق الموضة.

يقول الشرياوي لـ«القطيف اليوم»: “لم آخذ أي دورات، ولم أدرس التصميم، أو النجارة، ولكني تمرست على مر السنوات حتى وصلت بأدائي لما هو عليه اليوم، والحمدلله ألاقي استحساناً كبيراً من الزبائن، والطلبات بازدياد”.

الشرياوي الذي حول هوايته لحرفة هي مصدر رزقه الوحيد، يلقى عقبة المتطلبات التي تفرض عليه في سبيل تطوير عمله، فهو تقدم لإحدى الجهات الممولة للمشاريع الصغيرة، ولم يستطع إكمال مشواره معهم للعقبات التي وضعوها أمامه، لكنه ماضٍ في التمسك بحلمه؛ “إنشاء مصنع تكون فيه الأيدي العاملة من أبناء الوطن”.

وعلى الرغم من إيمانه بالأيدي الوطنية إلا أن فكرة لجوئه إلى استقدام العمالة واردة ليزيد من إنتاجه، وفي الأساس ليلبي طلبات الناس لأنها أصبحت تفوق طاقته، فهو قد أعطى فرصًا سابقة لأولاد البلد لكنه لم يجد الجدية منهم، كما أن أغلبهم لا يملك الخبرة أو الخلفية الكافية في مجاله، وعلى العكس منهم يجد أن الإناث أكثر رغبة وإقبالًا على التعلم، لكنه يرفض لأن مكانه غير مهيأ لتدريبهن، كما أن المعدات اللازمة لا تتوفر لديه.

ووجه الشرياوي رسالته للشباب مختتماً: “أي إنسان يريد أن يكون شيئًا من لا شيء في هذه الحياة يستطيع بإصراره وإرادته، فكل هواية بالإمكان إحالتها لحرفة تتوارثها الأجيال، ليصبح الجيل بعد الجيل واعيًا ومنفتحًا لتمثيل وطنه”.


error: المحتوي محمي