ماهر الغانم: المسرح باق.. ولا يوجد خطر عليه من السينما

طالب الفنان والمخرج المسرحي ماهر الغانم بضرورة أن تهتم الجهات المسؤولة عن الحراك الثقافي بشكل عام والمسرحي بشكل خاص بدعم النشاط المسرحي في المملكة، لإعادة قوة وهيبة عطاء الكتَّاب والمخرجين، وإعادة تفعيل دور جمعية المسرحيين بشكل عام، إضافة للعمل على تصنيف وتقييم المنتسبين لها كي توضع النقاط على الحروف بشكل صحيح.

وقال الغانم في حديث خاص لـ«اليوم»: ننتظر من هيئة الثقافة النهوض بفن المسرح من خلال مشاركتها مع هيئة الترفيه، وذلك باستقطاب العروض الجيدة من خارج المملكة، التي من شأنها أن تشعل روح التنافس لدى الفنان السعودي بعد اطلاعه على تجارب أصحاب الخبرات الدولية والعروض العالمية.

جهود شخصية
وعن حركة التأليف المسرحي في المملكة، قال الغانم إنها لا تزال جهودا شخصية وفردية من قبل البعض، حيث إن المميزين في هذا المجال يعتبرون قلة وعملة نادرة من خلال أعمالهم، التي تهتم بالجودة، ومنهم على سبيل المثال لا الحصر الكاتب القدير علي المصطفى، ود.عبدالله آل عبدالمحسن، وعباس الحايك، وعلي آل حمادة، فيما على الجانب الآخر من هؤلاء المميزين يوجد ممثلون بقدرات بسيطة، ويفتقدون الوعي الفني والثقافي في بناء النص الدرامي المسرحي الصحيح، ويقحمون أنفسهم في التأليف والإخراج إضافة للتمثيل، وكل ذلك بهدف الشهرة والكسب السريع.

كما استنكر وجود بعض الأصوات من قبل مسرحيين سعوديين يرفضون مشاركة المرأة على المسرح وقال: «مع احترامي الشديد لوجهة نظرهم، ولكن مَنْ يرفض المرأة ربما يعاني خللا اجتماعيا، فكيف يكون مسرحا طبيعيا يقدم صورة المجتمع بدون الأم والأخت والزوجة».

وأضاف: «كان المسرح السعودي أعرج مشوها بدون المرأة، فإذا كان العمل يتطلب وجودها فلا بد من ذلك وهنا أيضا يجب ألا نقحم الدور لمجرد أنه تم السماح بذلك ونكون حريصين على أن نحترم ظهورها بشكل يليق بها وبالمشاهدين».

منافسة السينما
وقلل المخرج ماهر الغانم مما يتم تداوله عن سحب السينما البساط من تحت أقدام المسرح، وقال: السينما فن من الفنون ولكن المسرح أبو الفنون، فلا يمكن أن يسد مكانه، خصوصا أن عمر المسرح يمتد في التاريخ، ولو لم يكن له طعمه الخاص الفريد لاندثر منذ زمن بعيد.

وأضاف: أجزم بأن المسرح في المملكة لن يموت طالما هناك فنانون مخلصون له وجماهير وفية، وجميع هؤلاء ينتظرون الدعم لهذا الفن العريق ليتحصل على بنية تحتية تتمثل بمبانٍ متطورة تساعد على تقديم عروض مسرحية بمواصفات عالمية.

مظلة واحدة
وختم الغانم حديثه بأمنية أن تتكاتف جهود هيئتي الثقافة والترفيه من خلال التنسيق فيما بينهما، لإنتاج أعمال مدروسة يكون العاملون فيها سعوديين بالدرجة الأولى مع تطعيمها بخبرات عالمية، بهدف خلق حراك مسرحي متطور يجعله مطلوبا في كل دول العالم.


error: المحتوي محمي