في القديح.. «وشوشت نسرين» تلملم قصائد الناصر بعد شتات 40 عامًا

جمع الشاعر والأديب أحمد حسن الناصر، شتات قصائده، بعد 40 عامًا في إصداره الأول “وشوشت نسرين”، وضم 352 صفحة، والصادر عن دار أطياف للنشر والتوزيع.

وبدأ الشاعر الناصر المنحدر من بلد القديح في محافظة القطيف، كتابة القصيدة الشعرية منذ عام 1400 هـ، في الثالثة عشرة من عمره وهو على مقاعد الدراسة بالصف الأول متوسط، فكتب قصيدته الأولى “النخيل”، التي اعتراها الضياع إلا بيتًا واحدًا منها، أبى إلا أن يسكن الذاكرة: وقف الشاعر يومًا/ بين أشجار النخيل.

واتخذ بعد ذلك من التعلم سبيلًا، لتثقيف ذاته بالأدوات التي تصقل موهبته، ليأتي بين يدي الشاعر والأديب السيد حسن أبو الرحي، متعلمًا قطر الندى، وبحور الشعر.

وذكر “الناصر” أن الشاعر أبو الرحي مثل بالنسبة له الإنسان الشاعر الذي شجعه، ليلهمه الكلمات، ليكمل استشراف اللغة والمعنى، يصيغها في قالب شعري، معبرًا عن اختلاجاته، ورؤاه، وانتمائه الاجتماعي، ما تكتنزه ذاته بألوانها المختلفة، التي تكون شخصيته الأدبية.

وأوضح أنه تأثر بالشاعر أبو الطيب المتنبي، والشاعر اللبناني إيليا أبو ماضي، شاعر المهجر، وشعراء العصر العباسي، وكذلك بقية شعراء المهجر.

وعن السبب في تأخر إصداره، قال لـ «القطيف اليوم»: “لم يكن في دائرة أمنياتي المبادرة بجمع شتات القوافي، إلا أن الأصدقاء ألحوا عليَّ، ينتابهم التشجيع بجمعه وطباعته، فأصغيت إليهم مقتنعًا بضرورة توثيق أحرفي، كي لا يغتالها الفقد، وتتناثر كسراب لا حقيقة وجودية لها”.

وجاءت أغلب قصائد الديوان الشعري “وشوشت نسرين” في الغزل، متخذًا من الشعر العمودي قاربه الذي يسافر به من ذاته وإلى ذاته.

وعن الغزل تحديدًا، ذكر “الناصر” أن أنثاه لم تكن في الواقع تناغيه شعرًا، لتجيء من نسج الخيال، يصورها كما يريدها، يشكلها بأحرفه، يلبسها من بساتين المعاني التي يسكبها في محياها، تفاصيلها، مبينًا أنها تتأثر في لون أفكارها بزوجته تقريبًا – بحسب توصيفه.

ونوه بأن الابتعاد عن كتابة الشعر الغزلي، مطبوعًا في القطيف -ربما- يرجع إلى التوجس من ردة فعل المجتمع القارئ، وهذا لا يمنع عدم وجود إصدارات غزلية الدفء، إلا أنها قليلة -بحسب قوله- مرجعًا السبب إلى عدم الفهم الأدبي الحقيقي لمغزى الشاعر.

ولم يكتفِ “الناصر” بشعر الغزل، فكما يقال إن الشاعر يمتلك حسًا مرهفًا يتأثر بما يبصره، وما يعيشه من أحداث، حيث نجده يُجسد حزنه في فقد رفيق دربه، وشريكه في مدارس الخط الأهلية، المرحوم السيد حسن السيد علوي أبو الرحي بقصيدة، عنوانها “فقدت نفسي”، كذلك أحد رؤساء نادي مضر السابقين، المرحوم عباس أحمد آل ناصر في قصيدته، بعنوان “لا تلمني”.

ونصح الشاعر الذي تحتضن مكتبته المنزلية أكثر من 5000 كتاب، ونهمه باقتنائها لا يتوقف، الشعراء من الجيل الحديث من الجنسين، بالاهتمام بالقراءة الشغوف، والحفظ، والتحلي بالخيال، ولغة السهل الممتنع، ودمجها مع البلاغة لكونهما الأساس المعزز في كتابة الشعر.

وقال: “ينبغي على كل شاب، أراد أن يخوض غمار الأدب، أن يتمثل قول الشاعر: لا تحسبن المجد تمرًا أنت آكله/ لن تلعق المجد حتى تلعق الصبرا”.


error: المحتوي محمي