نوادر الرجال.. المرزوق مقَدَّمًا

عمري مع هذا الرجل وأقصد به الأخ والصديق المهندس أحمد عبد الله المرزوق، رئيس نادي مضر، شفاه الله ورده سالمًا معافى هو بعمر النادي في حاله الرسمي حين تدرجنا كلٌ في مساره ولعبته، وربما التقينا في هواية واحدة فقط، وهي لعبة كرة تنس الطاولة إن لم تخني الذاكرة، هو اتجه للعبة كرة القدم، واتجهت أنا للكرة الطائرة والمجال الثقافي.

حين أستعرض مسيرة الرجل في الحدود الأولى فهو بدأ منطلقًا من النادي ليتألق لاعبًا ثم ما لبث لاحقًا أن بصم بصمته المشرقة إداريًا وقائدًا، حيث كان حضور النادي رياضيًا إبان رئاسته الأولى حضورًا متميزًا، وهي الفترة التي كانت فيها فرقة كرة القدم في أوج عنفوانها، وقد ترك لمساته القيادية على الكيان آنذاك، مستكملًا ما كان عليه الرؤساء الذين سبقوه، ومن ذلك الوقت وإلى الآن وهو قريب من النادي وجزء لا يتجزأ منه، والدليل هو قبوله العودة للرئاسة مجددًا تلبية لنداء محافظ المنطقة سعادة الأستاذ خالد عبد العزيز الصفيان، حفظه الله، حين لم يتقدم أحد لإدارة النادي، فلبى الأخ أبو عبد الله النداء لما طلب منه تشكيل إدارة مكلفة من قبل المسؤولين، وتصدى لها رغم مشاغله الكثيرة والتي يعرفها جميع أهل بلدته.

استطاع الرجل شفاه الله وبحكمته أن يجمع جميع أطياف المجتمع الرياضي المهتم بالنادي دون تمييز، ليجعل من الكثير منهم خلية نحل عاملة ساعدت كثيرًا في إبقاء النادي على توهجه وتميزه، في ميزة لا تراها إلا في نادي مضر حين ترى أغلب الإداريين السابقين من رؤساء ونواب رؤساء وأعضاء مجالس الإدارات يعملون سوية، وأن الباب مفتوح لمن يريد خدمة الكيان، ولم تعد تميز بين الإداري الرسمي والعضو المساند، والأعجب أنك ترى الشفافية المطلقة في التعامل سواء على مستوى القرار أو العمل التنفيذي، وقد لاحظنا أيضًا كيف كان يتأخر هو ويقدم غيره من الموجودين سواء في الاحتفالات أو الزيارات أو المقابلات، وخلاف ذلك، وهو نهج ليس بغريب على إدارات النادي من الأصل.

عملنا مع أبو عبد الله شفاه الله ومازلنا ولم نشعر يومًا بفوقية أو تعالٓ أو تمايز، بل إن الغريب لن يميز رئيس النادي لولا التعريف به، قمة في التواضع، وروعة في التعامل، وتميز في الحكمة والدراية، أقول ذلك وأنا شخصيًا أعرف صفاته من قبل وإنما أطرحها هنا لمناسبة الحدث والحديث.

لكم أن تتصوروا كيف كانت بدايته أصلًا حين تم تكليفه بالرئاسة، حيث بادر فورًا بالاتصال برئيس النادي السابق الأستاذ سامي يتيم واستوضح عن رغبته بالاستمرار من عدمه، ثم طلب منه أن يبقى معه سندًا وعونًا، ثم بادر بالاتصال بالأشخاص القريبين من النادي، واستشارهم في تشكيل المجلس والأعضاء وبالاسم، حيث أخذ التزكية من فئات المجتمع الرياضي لغالبية الأعضاء وكأنه شكل المجلس بالانتخاب، ولم يستثني أحدًا ولم يبعد أحدًا حتى وإن اختلف معهم في الكيفية وليس في الجوهر.

فترة رائعة بكل المقاييس قضيناها ومازلنا وسوف نستمر إن شاء الله بوجوده بعد عودته سالمًا، وقد أصر ولايزال على المشاركة في البطولة الآسيوية لكرة اليد رغم العراقيل والشح المادي، والمبدأ لديه كما هو لدى الجميع أن مضر بطل، والأبطال لا يتراجعون، ومضر يعشق المنصات والكواسر لهم ميزتهم التي لا يعرف سرها غيرهم وهي الروح التي لا تفتر والعزيمة التي لا تقهر، وأصر أمام المجلس الأهلي على المشاركة، كما أصر أمام مجلس الإدارة واللجنة المساندة وأيضًا في الاجتماع الذي انعقد لداعمي النادي مؤخرًا، وقد عقدنا آخر اجتماع بحضوره وشكلنا خلية نحل واستحضرنا أسماء الداعمين من أفراد ومؤسسات وشركات لنبدأ بزيارتهم فورًا، وهو ما بدأناه فعلًا، ولن يكون دخوله المستشفى سوى دافع لنا للاستمرار في العمل، بل إن ذلك سوف يوقد الإصرار لكي نثبت له وللمجتمع أننا خلية واحدة وأن رئيس النادي موجود وهو في إجازة وقتية وسوف يعود قريبًا ليرى النتائج أمام عينيه كما يرتضيها وكما رسم لها هو وجميع الملتفين حوله وحول النادي.

ولهذا نحن نهيب بالجميع أن يقفوا مع الكيان والذي لايزال يحتاج الدعم المادي لجميع الفرق، ونحن نخصص هنا فريق اليد بسبب الاستحقاقات المهمة التي تنتظره والتي بات الجميع يعرفها، وخاصة الآسيوية، ولم يبق على موعد البطولة سوى فترة شهر وبضعة أيام ومازلنا نأمل بجمع المبلغ المطلوب والذي لم نستطع جمع سوى أقل من ربعه حتى الآن ونتأمل أن يبادر الجميع للمساعدة على توفيره سواء من خلال الدعم والتبرع المباشر عن طريق النادي، أو من خلال رقم الحساب والذي وضحته ادارة النادي في أكثر من مناسبة.

وإننا نتوجه بالدعاء لعودة رئيس الكيان لنا قريبًا جدًا ليكمل مسيرة العطاء لرجل من نوادر الرجال، بدأها منذ كان فتىً يانعًا وإلى الآن وإلى ما بعد الآن إن شاء الله.


error: المحتوي محمي