أثبت أكثر من 60 شخصًا من ذوي الاحتياجات الخاصة قدرتهم على المشاركة في إدارة إحدى الفعاليات الكبيرة التي أقيمت في المنطقة مؤخرًا، عبر 16 ركنًا تعريفيًا لجهات تأهيلية وتعليمية، والقيام بالعملية التنظيمية للفعالية، كما أبرزوا مواهبهم وإنجازاتهم التي حققوها.
كان ذلك في فعالية “لست وحدك”، المنظمة من لجنة التنمية الاجتماعية الأهلية بصفوى، بشراكة مجتمعية مع مدرسة اليرموك الابتدائية، يومي الأحد والإثنين 28و29 جمادى الأولى 1440، بقاعة الصفا بصفوى.
وشكلت الفعالية نقطة التقاء بين ذوي الاحتياجات الخاصة وذويهم، وأفراد المجتمع، عبر الأركان المشاركة والفعاليات المرافقة للمسرح، التي قدمها اختصاصيون في العلوم الدينية وعلم النفس والاجتماع والتربية الخاصة، كما تم عرض بعض الإنجازات من ذوي الاحتياجات الخاصة أو تجارب الأهل مع أولادهم للتعايش مع إعاقتهم.
وعلى مستوى الأركان، شارك مستشفى صفوى العام بعدة أركان وهي؛ العيادة السلوكية، وعيادة التغذية، وعيادة المسرح، و”لجنة المشاركة الاجتماعية”، والتي عرف بها العضو أحمد المرهون، قائلًا:” إنها لجنة تعنى بتثقيف المجتمع بالحقوق الصحية لذوي الاحتياجات، وتعتبر جهة وسيطة بين المريض والمجتمع والمستشفى، لتوفير المستلزمات الخاصة لهم، وكذلك التثقيف لنشر الوعي تجاه هذه الفئة من المجتمع”، منوهًا بأنها كانت جهة تطوعية بمسمى “أصدقاء المرضى” وعندما شكلت بصفة رسمية أطلق عليها هذا الاسم، وتقدم خدمات إلى المواطنين في قطاع صفوى.
واستعرضت مدرسة اليرموك الابتدائية والروضة الأولى بصفوى الخدمات التي تقدمها لذوي الاحتياجات الخاصة، حيث تضم ابتدائية اليرموك 68 طالبًا، وتجمع إعاقات؛ التوحد، والفكر، والسمعي، بالإضافة إلى 12 طالبًا في برنامج صعوبات التعلم، فيما بينت روضة روضة صفوى عن احتضانها 9 أطفال ما بين إعاقة فكرية وتوحد لكلا الجنسين من عمر 6-4 سنوات.
وشملت الفقرات الخاصة بالمسرح استضافة؛ الشيخ محمد آل عمير للحديث عن “مرحلة البلوغ والمسائل الشرعية لذوي الاحتياجات الخاصة”، قصة نجاح عائلة أسامة الحوار مع طفلها علي مع اضطراب التوحد، وتناول الدكتور عبد الله العبيدان جانب “عندما يولد أصحاب الهمم”، وفوزية آل مبارك فقرة عن “مجتمع سياتل والطفل التوحدي”، و”التقنيات الحديثة وتمكين ذوي الاحتياجات الخاصة بالمجتمع” إلى الدكتورة فائزة الرويلي، وختم الشيخ صالح آل إبراهيم بتقديم حوار “المسؤوليات الأسرية في رعاية الطفل المعاق”.
من جانبه، تناول فضيلة الشيخ محمد آل عمير في برنامج المسرح الحديث حول “مرحلة البلوغ والمسائل الشرعية لذوي الاحتياجات”، أكد فيها حرص الدين الإسلامي وقدرته على تربية الفرد وإدارة حياته في شتى الجوانب، والحديث عن الفقه المرن المتحرك المواكب لحركة الزمان والمكان، في كل المسائل الفقهية التي تعالج النواقص في الإنسان وليس فقط على مستوى الواجب والحرام.
وركز على دائرة المسؤولية المرتبطة بالتكليف والعلاقة مع الآخر، وكذلك العلاقة مع النفس، التي تكفل الكرامة لذوي الاحتياجات الخاصة مثل الأشخاص العاديين بدون نقص، مشيرًا إلى كيفية الحكم الشرعي حول التصرف في أموال ذوي الاحتياجات، وحقهم في العلاج وكذلك الحقوق المعنوية، وختم بالإجابة عن مداخلات الحضور التي ركزوا فيها على أحكام ومسائل الطهارة وما يتعلق بها، وهل يمكنهم الزواج، وهل يجب عليهم الغسل مع وصولهم مرحلة البلوغ، ومن يقوم بهذه الوظيفة؟
من جانبها، قدمت فوزية آل مبارك فقرة تتحدث فيها عن “مجتمع سياتل والطفل التوحدي”، وذلك من خلال عيشها في ولاية سياتل الأمريكية، وكيف تمكن المجتمع من النهوض وتأهيل أولادهم لفئة التوحد، عبر تقديم برنامج خاص لأهاليهم ليعرفهم بطرق دمجهم مع المجتمع والتعامل معهم وفق ما لديهم من قدرات ومهارات، ضمن منظور إنساني في البيت والمرافق العامة، وإعطائهم حقوقهم الصحية والنفسية والاجتماعية.