من التأملات القرآنية.. القديحي تعرف بنشأة الكون لـ25 مهتمًا في تاروت

نظم منتدى اقرأ القرآني محاضرةً بعنوان “تأملات قرآنية في علم الفلك رحلة عبر الكون” وذلك يوم الأربعاء 30 يناير 2019م في مجلس أبو طاهر مسلم آل عباس.

وتضمنت المحاضرة عدة محاور مجيبة عن عدة تساؤلات منها؛ ما هو علم الفلك وما لفرق بينه وبين العلوم الأخرى؟ وما أسباب عدم اهتمام الناس بعلم الفلك؟ وكيف نشأ الكون؟ وما هي مكونات الفضاء الكوني؟ وما هي النجوم وكيف نشأت؟

وقدّمت المحاضرة عضو الاتحاد العربي لعلوم الفضاء والفلك رئيسة القسم النسائي بجمعية الفلك بالقطيف رباب القديحي بحضور 25 من المهتمين.

وبدأت القديحي المحاضرة بتعريف علم الفلك وهو الدراسة العلمية للأجرام السماوية مثل النجوم والكواكب والمجرات وغيرها وذكرت أن لعلم الفلك فوائد كثيرة استفاد منها الإنسان في مجال التقويم وفي الملاحة وتوسعت الدراسة لتشمل دراسة المسافات والنظام الشمسي والنجوم.

وبيّنت تعدد أسباب عدم اهتمام الناس بعلم الفلك وأرجعت ذلك إلى أسباب حقيقية وأخرى ظرفية منها تناوب الليل والنهار وظهور وسائل التوقيت الإلكترونية الأكثر دقة من الاعتماد على الأجرام والأضواء التي تحجب جمال القبة السماوية بالإضافة للاعتقاد بِأنّ علم الفلك علمٌ معقد مما جعل الناس لا تُعطي اهتماماً بعلم الفلك.

واستعرضت للحضور صورةً مباشرة للكرة الأرضية توضح بطء حركة الأجرام وصوراً أخرى توضح مسارات الكواكب والنجوم وكيفية دورانها حول الكرة الأرضية.

بعدها تطرقت إلى الآية الكريمة {وعلاماتٍ وبالنجم هم يهتدون}، مشيرةً إلى أنه قديماً كان الإنسان يستدل على الجهات بالنجوم ولكن الوسائل الحديثة سعت لخدمة الإنسان بشكل سريع ومريح في البحث عن المواقع.

وأكدت القديحي أهمية تعلّم علم الفلك لما فيه من تأملات إبداعية في الخلق فهو من مصاديق التفكر في خلق الله، منوهة إلى أن نشأة الكون وبدايت ما زالت من الأسرار التي لا يمكن معرفتها بشكل محدد ومفصل.

وانطلقت القديحي من قوله تعالى: {قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق}، متحدثة عن مسألة بداية الخلق ونشأة الكون والتساؤلات الكثيرة!

ولفتت إلى أن النظرية العلمية تنص على أنّ الكون عامةً كان عبارة عن كتلة كبيرة مكونة من الحرارة وبعضٌ المواد كالهيدروجين، والهيليوم، والليثيوم، وبعد مرور وقت معين انفجرت هذه المكونات فكونت أجساماً تطايرت لمسافات بعيدة وكونت النجوم والكواكب كما نتجت عنها عناصر أخرى منها غاز الهيدروجين والأكسجين.

وقالت: “على أساس رؤيتنا ورصدنا للأجرام والمجرات السماوية والزيادة في معرفتنا لتكوينه والعمليات المستمرة الجارية فيه، تدل تلك المشاهدات على أن الكون بدأ بانفجار عظيم حدث منذ نحو 13.7 مليار سنة”، متابعة: “ويعتقد العلماء أن مع هذا الانفجار من نقطة صغيرة جدًا بدأ الزمن وبدأ المكان أي بدأ الوجود”.

وأضافت: “هنا تتجلى عظمة الإعجاز في الآية التي جاءت في القرآن الكريم {أولم يرَ الذين كفروا أن السماوات والأرض كانتا رتقاً ففتقناهما}، فبدءًا بالرتق الذي معناه الضم وانتقالاً للفتق الذي هو الانفصال الذي يدل على نشوء الكون بيانياً وعلمياً فالنظرية العلمية أصبحت اليوم حقيقة علمية يقينية كما أن الكون كل يوم يتوسع باستمرار بدلالة قوله تعالى {والسماء بنيناها بِأيدٍ وإنا لموسعون}، فالسماء مستمرةٌ بالتوسع والكون متحرك بمجرياته العظيمة”.

وعن المحور الأخير ونشأة النجوم؛ تحدثت القديحي بإسهاب متنقلة بين مراحل التكوين مشبهة إياها بأنها كانت كما يتكون ويكبر الجنين، كما عددت أنواع النجوم وذكرت دلالات ألوانها.


error: المحتوي محمي