هناك أفراد سمت أرواحهم إلى أقصى ما تصل إليه الفضيلة ولكنهم كانوا في عمر الزمان قلة.
هم أصحاب نفوس فاضلة تتطبعت على الخير المحض وتنفسته.
هم فعلوا الخير للخير نفسه، وإن سخاءهم بالخير في سبيل الخير فقط.
هم متستترون وراء أعمالهم الخيرة، يسعون لخير الناس وإسعادهم.
هم رجال الخير.
إن أعظم الموانع من السير إلى الله (عز وجل) والوصول بفناء الله حب الجاه والرفعة عند الناس؛ فالمناصب والمقامات ليست عزة ولا يسعون من أجلها ولا تعني لهم شيئًا؛ إنما العزة الحقيقية في الوصول إلى جناب القرب من الله.
هكذا هي المشاركة الوجدانية والإحساس النبيل تستحق الكتابة عنها.
تلقيت اليوم من «القطيف اليوم» مبادرة الأخ والصديق والقريب الحاج عبدالله مهدي الخنيزي (أبو خالد)؛ بتحمل تكلفة المشروع الخيري الذي انتظره الناس وهو بناء مغتسل خباقة القطيف.
لا أخفي عليكم أنني كنت على اطلاع برغبة أبا خالد واستعداده ببناء هذا المشروع الخيري على نفقته الخاصة مند فترة سابقة – وقد احتفظت بعدم الكلام أو التحدث عن هذا التوجه الطيب.
ورغم ما عرف عنه من تحفظه لمثل هذه الأعمال الداعمة للخير ورفضه الإعلان عنها – ولكن بعد نشر الخبر من الجهات المعنية وهي جمعية القطيف الخيرية – والبلدية.
أرى من واجبي وبحكم القرب والقرابة والأخوة أن أقف وقفة قصيرة لأعطي الرجل جزءًا من حقه.
الخنيزي؛ الرجل الوجيه صاحب الأيادي البيضاء، المعطاء، الذي فرض محبة الناس له لتواضعه وابتسامته المشرقة ومشاركاته الاجتماعية والمحفلية.. تراه في مقدمة الصفوف يشارك الناس في مناسباتهم السعيدة والحزينة، ويقدم خدماته الطيبة للأهل والأحبة والأصدقاء، يتعامل مع الناس بأدب واحترام، ويتخلق بالأخلاق الفاضلة، وقبل تلك الخصائص لديه التزام ديني وأخلاقي.
هذا ما جعله يملك ثقة ومحبة الناس؛ رجل صالح وجيه ومعروف في المجتمع، تربطه بالجميع روابط الود والرحمة، أصلح الكثير من المشاكل والخلافات الأسرية والاجتماعية، ونجاحه في إعادة المياه إلى مجاريها، كل ذلك من أجل أن يرى الناس متحابين.
نعم هذا هو منهجه وقناعاته الطيبة، يتفهم حاجات الناس ومعاناتهم، فتضاعف رصيده من الحسنات وثمار الإيمان، فمثل هذه الأعمال النافعة للناس لا تنضب ولا تزول.
{وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ ۖ}…
أنا هنا شخصيًا، لست في مجال الثناء والإطراء وإنما أنسج حدثًا اجتماعيًا يحمل في مضمونه الهدف الرباني والقصد الروحاني والنور الإلهي.
جزيتم خيرًا من المؤمنين لكل خطوة مباركة وعمل جليل وموقف نبيل…
فتحية إكبار وإجلال لجهودكم القيمة والتي خدمتم بها مجتمعكم وبلدكم.
نعم هو كلام يخرج من صميم الفؤاد تجاه هؤلاء القامات الرفيعة؛ هم مرآة تعكس ما في نفوس مجتمعنا الطيب المؤمن.
عزيزنا أبا خالد/
صنعت لنا لوحة فنية جميلة مليئة بألوان الحياة الزاهية – اسمها العطاء – فليس لهذا العطاء إلا هدف سامٍ هو “العزة الحقيقية الإلهية”.
ومجتمعنا – إن شاء لله – يزخر برجالات عمل وعطاء وتعاون وسبيل إلى فعل الخيرات.