بعد ما عرفت أن أعمالي رجعت
ما رمي فيها وصل لي
من أخذه من استرجعه من أنقذه
إنه إنسان أو شاعر أو فنان
وعنده مشاعر وإحساس
أنقذتني الحاوية
أنتِ شوقي أنتِ مكنوني ورمزي
أنتِ من حفظتِ عيوني
كيف أشكر لِمَ أبكي
أنتِ نوَّرتِ طريقي
أنقذتني الحاوية
هذه الحاوية في القطيف التي احتضنت أحلامي. شملت مكنوني ومستقبلي وهمومي.
ضمت أوراقي. بلعت ألواني
أنقذتني الحاوية
من رفع لوحاتي ودروعي وملفاتي من الحاوية
انتظرت بما تحويه من عصارة أفكاري ورمزي
حيث جاء المنقذ كي يحفظ أنفاسي ورسمي
أنقذتني الحاوية
أرجعوا روحي التي أتنفس بها.
بل عقلي الذي أفكر به. بل سمعي.
أما بصري فقد حصلت على نوره من الحاوية
أنقذتني الحاوية
ماذا حويت وماذا رأيت
حفظت تاريخي وطويت أسراري
يا حاوية لأنك شعرتِ بالزمن يدق
ونظرت للرسائل تتكلم
وسمعتِ حنين اللوحات ينطق
أنقذتني الحاوية
أحسستُ أنك قرأت صوابيط القطيف تتلون
وعرفتُ بنشر الرسائل وزرانيقك إلى العالم
وعلمتُ أنك تسمعينا نحاضر في المغرب والمشرق.
وفي الندوات والأمسيات
عن تراثك وتاريخك وولعنا بفِرقانُك
أنقذتني الحاوية
هل سمعتم عن حاوية في العالم
ضمت أرشيف إنسان
أو جماعة نادي الفنون الفرحان
قد تكون الحاوية في القطيف التي احتضنت أحلامي. شملت مكنوني ومستقبلي وهمومي
حفظت أوراقي. صانت ألواني
ضمت أحضاني
أنقذتني الحاوية
هل تحلمين يومًا أن ترزقي ثروتي
أم أستغني عن هويّتي
أم أقصر في وصف حبيبتي
ألم أجعلك. يا قلعة الحب في عيوني
وأخرجتك من مقلتي ورسمت لك بجفوني
أنقذتني الحاوية
كيف حفظت أرشيفي
وهل حفظت أرشيف القلعة كذلك
أم رأيت فرشي واسكتشاتي
أم قرأت كتيبًا يحوي سيرتي
وصورًا بها آبائي وأجدادي
أظنك تفهمين قصدي
أنقذتني الحاوية
فالمراكز في القطيف أحست لأمري
ووعدوا أن يهتموا لفنِّي
ويعطوني صالة تستر على أعمالي
أظنك شعرت بوجعي وحزني
أنقذتني الحاوية
أظنك أحسستِ بقماش الكانفاس
الذي أشدّه حتى أَلّم أصابعي
وروائح التِّنَر والمنَظفات
التي أزكمت أنفي.
حتى أني رسمت كثيرًا من جوانبك في غرفة نومي
وضحيت براحة أسرتي وأثاثي وأهلي.
أنقذتني الحاوية
كي أسجل خواطري رسمت لك شعوري وإحساسي
إن لوحاتي أرشيف موطني وهويتي
أشكرك لأنك حفظت ما بقي من سِنِيّ عمري
أنقذتني الحاوية
أنظري إلى رفوفنا تجدين الهدايا والجوائز والدروع
ضاقت بهم الرفوف
يكتبون حسبي ونسبي قطيفي المولد والجدود
مِنّا العالمي ومِنّا الروّاد ومِنّا المشرفون وأصحاب الجوائز
أنقذتني الحاوية
أيها المحبون. إذا كنتُ كذلك
وكَبُرَ عندكم أمري
وعظُم خطبي ورفْعَت شأني
أعطوني مكانًا أبدع فيه رسمي
وألقوا إلي اهتمامًا أو شعورًا
أنقذتني الحاوية
أنا كاتب أو شاعر أو ناقد أو فنان أو مصور أو نحات أو خطاط
و زاد الأمر أنا تشكيلي حساس
أنقذتني الحاوية
أيها الحاوية الحنونة
أرجعتِ عليَّ عقلي
أخبري أهل الخُط بفرحةِ فؤادي
سأضع الأفراح في المعارض
وأزيّن الصدور في الصالات
أنقذتني الحاوية
بعد هذا الأمر طاب العيش
وصار لديَّ صبر
وزادت أنفاسي
وتوسعت معائشي
سعد زمني ويومي
أنقذتني الحاوية
أرجوكم بعد أن هدأ قلبي
وطابت نفسي
وقويت يَديّ وأعصابي
وهدأت أعضائي
وبعدَ فرحتي زفوني
أرجوكم أرجوكم
سلموا لي على الحاوية
أنقذتني الحاوية