الشريف: بدأت مشواري الرياضي في حواري البحاري.. و«أرامكو» أبعدتني عن الصفا

تزخر قريةِ البِحاري بالكثيرِ منَ المواهبِ الرياضيةِ في شتّى الألعابِ المختلفةِ ومن أبرزِ الشخصياتِ الرياضية التي قدمتها النجم الذي ولدتهُ الملاعبُ الرياضيةِ السيد حيدر السيد هاشم الشريف لاعب نادي الوحدةِ الرياضي بالبِحاري الذي يعملُ تحتَ إشرافِ اللجنةِ المحليةِ بالقطيف.

نشأَ الشريف في القرية وترعرعَ وسط عائلةٍ رياضيةٍ، وكانَ والدهُ من عشاقِ الرياضةِ ودائمًا ما كان يحثُّه على مزاولةِ الرياضةِ وخاصة كرةَ القدمِ، فعشقها وأتقن اللعب في مركزِ قلبِ الدفاع، وأصبحت لهُ قاعدةٌ جماهيريةٌ كبيرة في بلدةِ البِحاري.

درسَ في المدرسة الابتدائيةُ بالقديح وتخرجَ عامَ 1975م، وبعدَ التخرجِ في المرحلةِ الابتدائيةِ التحقَ بالعملِ في مصلحةِ المياهِ بالدمام وعملَ فيها لمدة ِسنةً واحدةً، وفي عامِ 1977ميلادي التحقَ بالعملٍ في شركةِ أرامكو السعوديةِ وعمرهُ 17 عاماً، دخلَ العملَ بتابعيةِ والدهِ بحكمِ أنهُ صغيرٌ لم يُسمح لهُ بستخراجِ تابعية وهيَ ما تسمى بـ(الهويةِ الوطنيةِ).

وكانت طبيعةَ عمله كعاملٌ في خطوطِ الأنابيبِ النفطيةِ وهيَ مِن الأعمالِ الشاقةِ والمتعبةِ للجسمِ ولكنّه لم يُبال فواصل العملَ فيها أربعةٌ وثلاثين عاماً عاشها بين صحراءِ وبحارِ الوطنِ متنقلاً فيها بين الظهران ورأس تنورة والسفانية والنعيرية ورأس أبوعلي 34 سنةً من الكفاحِ والمثابرةِ.

وعرفُ أبناءُ القريةِ الشريف بطيبِ قلبهِ وصفاءِ سريرتهِ وأنه رجلٌ اجتماعيٌ مِن سجاياهُ الكرمُ واحترامُ الناسِ، ولهُ أيادٍ بيضاءَ في دعمِ الأعمالِ الاجتماعيةِ في البلدةِ.

ومن هواياتهِ السباحةُ والسفرُ وتربيةُ الأغنامِ والطيورِ وهو مِن عشاقِ الكشتاتِ العائليةِ بالخصوصِ الفسحاتِ البريةِ، وهوَ عاشقٌ للهجةِ النجديةِ الأصيلةِ واكتسبها عن طريقِ زملائهِ في العملِ الذين يتحدثُ بها إلى يومِنا هذا.

وقفات
س/ هل تذكر لنا بدايتكَ في كرةِ القدمِ؟
ج/ بدأتُ حياتي الرياضيةِ في سنٍّ مبكرةٍ من خلالِ فِرقِ الحواري بالبِحاري وبالتحديدِ مع فريقِ النصرِ الذي يرأسهُ الكابتِن مهدي حبيب آل سوّيد (أبو محمد) – حفظهُ الله – حيثُ كنَّا نلعبُ الكرةَ في الساحةِ الصغيرةِ التي تقعُ شمالِ قريةِ البِحاري وتحديداً في الجهةِ الشرقيةِ للبلدة،ِ وبعدها انتقلتُ للعبِ مع نادي الوحدةِ الرياضي فئةُ الصغارِ ثم تدرجتُ إلى فئةِ الكبار ِولعبتُ في مركزِ قلبِ دفاعٍ
وخُضنا مع الفريقِ الكثيرَ من المبارياتِ والبطولاتِ المحليةِ ومن ضِمنها بطولةُ كأسُ الشؤونِ بمحافظةِ القطيف مع فرقِ المنطقةِ ومن بينِهم فريق الخويلدية والجش والتوبي والملاحة وحلة محيش وكنتُ لاعبًا أساسيًا في الفريقِ ومن اللعيبةِ المعتمَدِ عليهِم في ذلكَ الوقتِ حيثُ شكلتُ ثنائيًا بارزاً مع زميلي الكابتِن مكي العلي (أبوشفيق) وكنَّا السدَّ المنيعِ لحارسِ مرمانا حيثُ يصعبُ على المهاجمين من شتّى الفِرقِ الوصولِ لشباكِ المرمى إلا بشقْ الأنفسِ. ويستطردُ الشريف بقولهِ: فريقُ الوحدةِ من الفرقِ القويةِ والتي يصعبُ على أي فريقٍ هزيمتهِ، حيثُ يعتبرُ جيلنا الجيلُ الذهبي »

س/ هل تذكرُ لنا أسماءُ المدربين الذينَ قامو بتدريبِ النادي؟
ج/ نادي الوحدةِ الرياضي أشرفَ على تدريبهِ عدة ِمدربين من أبرزِ الكفاءاتِ الوطنيةِ والعربيةِ ومنهمُ: عبدالله الشهري من مدينةِ الدمامِ، والمرحوم عبدالله الداريني (أبوعادل) من بلدةِ دارين، وحموري مدربُ حارس نادي النهضةِ بالدمامِ سوداني الجنسيةِ، والكابتن علي شعبان من محافظةِ القطيف، والكابتن مهدي مكي العوى من أبناءِ البحاري.

س/ مَن هو أفضلُ حارسُ مرمى للفريقِ؟
ج/ أفضلُ حارسٍ هو السيد مهدي المرعي هو من الحراسِ الجيدين الذين خسِرتهم الكرةُ في محافظةِ القطيف، وكان حارسٌ في نادي الشّاطي بالقطيف.

س/ مَن أفضلُ رأسُ حربة للفريقِ؟
ج/ هوَ المهاجمُ الفذِّ الكابتن منصور هلال آل حماد لاعبُ نادي التّرجي سابقًا، فهذا اللاعبُ يمتلكُ المهارةَ والروحَ القتاليةِ على الكرة،ِ ويعدُّ من أفضلِ المهاجمينَ على مستوى المحافظةِ.

س/ من هو اللاعبُ الجوكر للفريقِ؟
ج/ هناكَ الكثيرَ مِن اللعيبةِ المميزين في القريةِ ومنَ الصعبِ تحديدُ أيُّ لاعبٍ هوَ جوكر الفريق ولكن في نظري فهوَ أخي الكابتِن حسن هاشم الشريف لأنه لاعبٌ يضعهُ المدربُ في أيِّ خانةٍ من الملعبِ حيث يجيدُ اللعبَ في جميعِ المراكزِ، وأنا أعْتبرهُ مِن أفضلَ اللعيبةِ في قريةِ البحاري.

س/ هل انضممتَ إلى أحدِ أنديةِ محافظةِ القطيف؟
ج/ نعم تدربتُ معَ نادي الصّفا الرياضي بصفوى لعدةِ أشهرٍ ولكن لم تسمحْ لي الظروفِ بمواصلةَ اللعبِ معهم بحكمِ أنني موظف في شركةِ أرامكو السعودية فكان الوقتُ قصيرًا جداً حيثُ كنت أحملُ حقيبتي الرياضيةِ معي إلى العملِ وبعدَ انتهاءِ فترةَ العملِ مباشرةً كنت أنزلُ إلى مدينةِ صفوى قادماً مِن رأسِ تنورة لكي أخوضُ التمارينَ معَ نادي الصفا الرياضي وأُعجبَ بي المدربُ وجرتْ المفاوضاتِ معي للانضمامِ مع نادي الصفا ولكن صعوبةَ عملي والتعبُ الشديدُ حالَ بيني وبينَ الانضمامِ والتسجيلِ الرسمي معَ نادي الصفا الرياضي.

س/ ماذا كانَ حلمَ الكابتِن حيدر؟
ج/ تسجيلُ النادي مِن قبلِ مكتبِ الرئاسةِ العامةِ للرياضةِ والشبابِ وهذا ليس بحلمٍ ولكنه أمنيتي وأمنيةُ كل فردٍ مِن أبناءِ القريةِ.

س/ مَن هوَ النادي المفضلِ لديكَ على مستوى المملكةِ؟
ج/ النادي المفضلُ في ذلكَ الوقتِ هوَ نادي النهضةِ بالدمام وهو النادي الوحيدُ الذي عشقتهُ مِن بينِ الأنديةِ الرياضيةِ في مملكتِنا الغاليةِ وأحرصُ كلَّ الحرصِ على مشاهدةِ جميعِ مبارياتهِ.

س/ماذا يعني لكَ والدك؟
ج/ والدي – حفظهُ الله – هوَ الأبُ والصديقُ وهو جزءٌ لا يتجزأُ من حياتي، وأدعو الله لهُ بالصحةِ والعافيةِ وطولِ العُمرِ ولا أنسى وقوفه معي في حياتي الرياضيةِ وحتى العمليةِ فكانَ والدي من عشاقِ الرياضةِ في الوطنِ ومن قوة حبهِ لكرةِ القدمِ أتذكرُ جيدًا أنهُ كانَ ينقلَ جماهيرَ المنطقةِ الشرقيةِ إلى العاصمةِ الرياض لمشاهدةِ كأسَ الخليجِ الثانية التي استضافتها المملكةُ في عامِ 1970م، بسيارتهِ (باص من نوع شفر ليت) وكان دائماً يحرصُ على مشاهدةِ جميعُ المبارياتِ التي ألعبُها مع فريقي في الوقت الذي كانَ بعضُ الآباءِ يمنعون أبناءهم من مزاولةِ اللعبِ ولكنَّ والدي كان يشجِعنا دائماً أنا وأخي حسن على الذهابِ للعبِ وبكلِّ رضا ومحبةً ووالدي هوَ مَن فتحَ منزلهِ ليكونَ ناديًا يجمعُ فيه أبناءَ القريةِ العزيزةِ.

س/ ما هيَ الهدايا التي تلقيتَها في حياتك؟
ج/ تلقيت سيارتين من الوالدِ العزيزِ والسيارةُ الثالثةُ مِن أبنائي في هذا العام وهيَ موديل 2018 – الله يجازيهم خيرًا – فهم لم يقصروا معي وأنا شاكرٌ لهم هذهِ اللفتةُ الجميلةُ والله يهدي أبناءنا جميعاً ويُصلحَ حالهِم ويوفقهِم يارب.

س/ هل تحبُ أن توجهَ كلمةً لأعضاءِ مجلسِ إدارة ِنادي البحاري؟
ج/ نعم، أتمنى من جميعِ الأعضاءِ إعادةِ جميع الأنشطةِ الرياضيةِ لأبناءِ القريةِ وتشكيلُ أعضاء جُدد يخدمونَ الرياضةَ في البلدةِ والمطلبُ الثاني هو فتحُ بوابةِ ملاعبِ النادي لصغارِ القريةِ لكي يستثمروا أوقاتِ فراغهِم وحفاظاً عليهِم من اللعبِ في الطرقاتِ وفي الشوارعِ العامةِ والله يحفظُ الجميع من كلِّ سوء.

——
من هو:
السيد حيدر السيد هاشم الشريف، من مواليدِ 1379 هجرية، متزوجٌ منذ عامِ 1400هـ، من رفيقةِ الدربِ الحاجة ليلى بنت أحمد عبدالكريم الثنيان، ووالدهُ هوَ السيد هاشم الشريف، ووالدتهُ هيَ المرحومةُ خديجة مهدي آل حاجي.

رزقه الله من الأبناء بكل من السيد علي (حاصل على درجةِ الدكتوراه من جامعة كندا ويعملُ في البحوثِ والتطويرِ بشركةِ أرامكو)، والسيد رجائي (تخرج في الثانويةِ العامةِ ويعملُ في شركةِ قباني)، والسيد هاشم (تخرج في الثانويةِ العامةِ ويعملُ في شركةِ سابِك بمدينةِ الجُبيل الصناعيةِ)، والسيد محمد (طالبٌ في إحدى جامعاتُ الولاياتِ المتحدةِ الأمريكيةِ يدرس تخصص علوم طبية)، والسيد شرف (طالبٌ في جامعةِ الجُبيل)، ورزق من البنات بكل من؛ بتول (أم علي) (تخرجت في كليةُ المجتمعِ بمحافظةِ القطيف)، وزينب (حاصلةٌ على شهادةِ البكالوريوس من الجامعةِ الكنديةِ)، وزهراء (أم علي) (تخرجت في الثانويةِ العامةِ)، وزكية (تخرجت في الثانويةِ العامة)، وأخيرًا فاطمة (طالبةٌ في الصفِّ الثالثِ المتوسط).


error: المحتوي محمي