نبه المعلم المستشار بالتربية الخاصة ومدرب لغة الإشارة حسين سعيد آل ربح، إلى ضرورة استخدام حركة اليدين وقراءة الشفاه وتعابير الوجه ولغة الجسد، لأن لغة الإشارة ليست جامدة بل تحتاج تفاعلًا وإحساسًا من المتحدث بها.
وقال “آل ربح” إنه ربما حال الحديث بلغة الإشارة يكون هناك أشخاص ضعاف سمع أو يقرأون الشفاه، لهذا من الأفضل الجمع بين الإشارة والكلام.
وأشار إلى وجود خطأ شائع حين يُطلق مسمى الصم والبكم، وعقب عليه مصححًا، أنه ليس كل أصم هو أبكم، فهناك من يتكلم بشكل جيد وأصابه الصمم بسن كبيرة، وحين يكون لدى الأصم لغة وهي لغة الإشارة فهو يستطيع إيصال ما يريد فلا يعد أبكمًا، وطرح مسمى أفضل منه وهو “الصم وضعاف السمع”.
جاء ذلك في محاضرة “التواصل مع لغة الإشارة” التي قدمها “آل ربح” في قاعة “الحوراء”، والتي نظمتها اللجنة النسائية التابعة لجمعية العوامية، وبالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية، بحضور 80 رجلًا وسيدة.
وبدأ “آل ربح” بتعريف لغة الإشارة، وأكد أنه لإيصال المعنى فيها قد لا تكفي الإشارة، فلابد من الإيماءات والتعابير، والتواصل الكلي.
وكشف عن وصول الصم في المملكة إلى أكثر من 750 ألف حالة بحاجة إلى خدمات كثيرة، وذكر أن هناك تحركًا من وزارة التعليم لتوفير احتياجاتهم بمبادرة جديدة باسم “رصيد واحد” لتطوير اللغة العربية في لغة الإشارة، وحل مشكلة تركيب الجمل لدى الطلاب الصم.
وعرض “آل ربح” فنيات استخدام لغة الإشارة، من وجود مسافة مناسبة بين المتحدث والأصم، وإطار للحديث لا يخرج عنه حال الإشارة.
ودعا إلى تعلم لغة الإشارة الجديدة خاصة للمعلمين والمعلمات، وأيضًا بالنسبة لنطاق الأطباء، لأنها مسؤولية مجتمعية لأنهم بحاجة للتواصل مع فئة الصم بلغة الإشارة في حال حدوث شيء مفاجئ.
وأضاف أن الأصم يشعر بالراحة إذا تم الإيضاح له من البداية أنك من الداعمين له وتتواصل معه بلغة الإشارة.
ونوه بوجود فكرة رائدة لدى مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية، تخدم الصم في حال وجود مشكلة لديهم، حيث يستطيع أي شخص في العالم تصويرها بلغة الإشارة، ويقومون هم بترجمتها كتابيًا وعرضها على المختصين لدى المجموعة، وإرسال الحل له مترجمًا بلغة الإشارة.
وقام بتطبيق لغة الإشارة طوال المحاضرة مع الحضور الذي كان متفاعلًا معه بتطبيق الحروف والأرقام وأغلب الكلمات المستعملة، والتي شملت الكلمات الخاصة بالأسرة والعلاقات الاجتماعية فيها، والصفات والحالات، وبعض الجمل المفيدة التي يمكن استخدامها في الحياة اليومية للتواصل مع الصم.
وتخلل المحاضرة استضافة علوية السادة، إحدى مستخدمات لغة الإشارة كونها من ضعاف السمع، وعرضت تجربتها، واصفة لغة الإشارة بأنها لغة ممتعة، وأكدت الحاجة إلى وجود مترجمين للغة الإشارة في الأماكن الخدمية للترجمة للصمم، وروت ما جرى لها من طيران الطائرة عنها بإحدى المرات جراء عدم سمعها النداء وذهابها لبوابة مختلفة.
كما فاجأ الخطيب والشاعر عيسى البدن، “آل ربح’ بعرض قصيدة بحقه تكريمًا لجهوده وأسبقيته في ترجمة مجالس العزاء بالمنطقة لفئة الصم، والتي ذكر أنه كتبها منذ 4 سنوات ولم تسنح الفرصة لعرضها.
وأكد “آل ربح”، في ختام المحاضرة، أن لغة الإشارة لغة سهلة وسريعة التعلم لمن يحبها، وهي جامعة لكل لغات العالم، وتعود على متعلمها بالفائدة حين السفر لأي دولة لا يعرف لغتها، وقام بشكر الحضور الذين عدّ حضورهم دعمًا لفئة الصم وضعاف السمع.