فسر المدرب عبدالله العليوات السلوك الإنساني على أنه نتيجة ردة فعل الشخص للمؤثرات الخارجية والتي يترجمها إلى سلوك بما يملك من مؤثرات وانفعالات داخلية ناتجة عن خبرات وتجارب سابقة، وفق الظروف الخارجية التي يتعرض لها، علما بأن الفرد يكتسب الخصائص الجسمية والنفسية والسلوكية بنسبة 70-80% من خصائص الآباء.
جاء ذلك في ورشة العمل التي قدمها العليوات تحت عنوان “تفسير السلوك الإنساني” بمركز التنمية الأسرية “سنا” التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، يوم السبت 12 يناير 2019م، بحضور 13 شخصًا من المهتمين بالجانب التربوي والإرشادي والاجتماعي في المجتمع.
ونبه في محاضرته على أن تعدي الفرد على قانون الأنظمة العامة سيكون عرضة لمخالفة الضمير الداخلي لنفسه أولًا ثم لباقي الأنظمة، كما أن التعامل مع أي نظام بعقلانية مصحوبًا بالمشاعر التي قد تؤثر على صياغة القرار، منوهًا إلى أن خارطة العالم في ذهن الإنسان ليست هي الواقع، كونه يدرك العالم بما يملك من أفكار ومشاعر وسلوك وتصرفات وقرارات في ذاكرته، ولا يمكن تغيير العالم إلا إذا عرفنا الخارطة التي ترشدنا لذلك.
وركز العليوات على أهمية عملية الإدراك السمعي والبصري لفهم المؤثرات الخارجية، بناء على المؤثرات الداخلية من خلال عمليتي الاستقبال والفهم، لافتًا إلى أن عملية الإدراك تعتمد على الوعي والانتباه وكذلك التركيز بكيفية الاستجابة من المثير وليست بردة الفعل، وأن قانون السلوك الإنساني الصحيح لكل فعل فعل مختار وليس “لكل فعل رد فعل مثله مساوٍ له بالمقدار ومخالف له بالاتجاه” وهو قانون نيوتن الثالث في الفيزياء.
وأكد على دور المعرفة حيث إنها هي التي تعطي الخبرة مع وجود المنطق الذي يحتاج إلى خيال خصب، مع ضرورة التفاعل الاجتماعي الذي يقود إلى معرفة النتائج بالتجربة والملاحظة، مقدمًا خطة علاجية تكون بإدراك الواقع وامتلاك حرية القرار اللذين يحققان مسؤولية التطبيق.
وشدد على أهمية وجود قوة اختيار لدى كل فرد مشيرًا إلى أنها موجودة في الإنسان حيث وهبها الله لنا جميعًا، معرفًا قوة الاختيار بأنها الأداة التي يستطيع الفرد أن يعيش بها سعيدًا في هذا الوجود، مستقلًا بذاته، ضابطًا لانفعالاته، يختار علاقاته الاجتماعية لإشباع حاجاته، وهي الأداة التي يستطيع الإنسان أن يميز بها بين الخير والشر، وأضاف أن الإنسان يستطيع بهذه الأداة أن يبعد نفسه عن القهر والإحباط والنرفزة مع وجود الانتماء والحب لذاته وللآخرين، مشيرًا إلى أن الذي يمتلك قوة الاختيار يستطيع أن يتغلب على جميع المؤثرات الخارجية ويمكن أن يغيرها بعد تغيير الذات.
واختتم المدرب محاور الورشة بتقديم ثمانية جمل ذهبية تعزز اكتساب المهارات والتفكير بوعي يتوافق بما عنده لتنمية ذاته وبما يجد من تعاملات اجتماعية، وجاء من بين هذه الجمل على سبيل المثال لا الحصر؛ السلوك غير المسؤول ناتج عن نقص القيم، وكل إنسان يمتلك الموارد التي يحتاجها، والحب ما تفعله وليس ما تشعر به، وربط المسؤولية بالاستجابة والقدرة الفعالة في الإنسان على تحقيق كل ما يسعد الناس.
وتعددت الانطباعات التي تحدث عنها الحضور مع تعدد تجاربهم الحياتية ومجالاتها العملية؛ والذين كان من بينهم الدكتور نبيل الخنيزي، والاختصاصي النفسي ناصر الراشد، والممرضة غفران الحواج، مع حسن آل حسن، وحبيب الكواي وأسماء العليوات.