ديك منتصف الليل

سلوك الديك لم يتغير منذ بداية خلقه على هذا الكون المختلف في عمره وعمر الإنسان وجميع الكائنات عليه بناءً على بعض الدراسات والنظريات العلمية المتباينة، فهل الديك خلق قبل الإنسان أو مع الإنسان؟ وكما نعلم أن بداية نشأة الكثير من الطيور – واحتمال الديكة من بينها – كانت في العصر الكريتاسي منذ ٢٣ مليون سنة، والتي فيها انقرضت الديناصورات بعد أن عاشت فوق الأرض ١٠٠-١٦٠ مليون سنة.

وما زال العلماء يناقشون سر بداية نشأة المخلوقات بإسهاب ووضع فرضيات ودحض أخرى، وبشكل عام فإن الديانات السماوية الثلاث تؤمن بأن الأرض عُمرت بالكائنات الحية قبل نزول آدم وحواء إليها بعد أن خلقهما الله في الجنة.

وحسب كل الاستنتاجات، فإن الديك كان يصيح قبل خلق الإنسان، لأن الإنسان نزل إلى الأرض وهي مهيأة له من كل شيء، وأن الملائكة خلقت قبل الإنسان {وإذا قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة…}، فهذه آية صريحة تدل على أن الملائكة خلقت قبل الإنسان، وإن الديكة كانت تصيح عند رؤية الملائكة حسب الأحاديث المروية.

ظاهرة صياح الديك درست من قبل باحثين يابانيين، وذلك بأن وضعوا مجموعة من الديكة في مكان معتم لعدة أيام، ونفسها في مكان مضيء، وتوصلوا إلى نتيجة أن الديك لا يكترث بالمؤثرات الخارجية، كما توصلوا إلى أن الديك يتمتع بقدرة لا نملكها نحن البشر وهي التحكم بالإيقاع اليومي للجسم.

ولكن لماذا يصيح الديك مرتين في الليل؟ تحت تأثير ساعة بيولوجية داخلية في جسمه، الأولى عند منتصف الليل والثانية ما قبل الفجر، لماذا يستيقظ من بين خلق الله للمناداة والصياح؟

وحسب الأحاديث الشريفة المروية عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: “إذا سمعتم صياح الديكة فاسألوا الله من فضله فإنها رأت ملكًا”، إذًا صياح الديك هو نتيجة الساعة البيولوجية لجسمه أو رؤية ملائكة الرحمة.

وهكذا كان سلوك الديك منذ خلقه لم يتغير في عاداته ومناداته، بل الإنسان تغير في سلوكه وعاداته سلبًا أو إيجابًا، ولم يكترث الديك بما حوله من تغيرات بل واصل صياحه، وأن صدّق أن الشمس تشرق لصياحه.


error: المحتوي محمي