رفرفت حمائم ورقية بأسماء 76 سيدة وطفلة، توزعت على جانبي مسرح المخيم النسائي المركزي، مساء يوم الجمعة 14 ربيع الثاني 1440هـ، في محفل أقيم لإحياء ذكرى الشهيدات والشهداء الصغار الذين قضوا في حريق شب في خيمة عرس وخلّف الكثير من المصابات اللاتي مازلن يعانين إلى الآن.
ويعود تاريخ العرس الدامي إلى الخامس عشر من شهر ربيع الثاني لعام 1420هـ، حيث كان في ليلة الحناء التي تسبق الزفاف؛ فما أن دخلت العروس إلى الخيمة المعدة للحفل إلا واشتعلت النيران فيها مخلفة أكثر من 100 عائلة منكوبة حيث ظلت المصابات بعد عشرين عامًا شاهدات على عظم المصاب، فيما لاتزال بعض التفاصيل مجهولة.
وبدأ الحفل التأبيني الذي أطلق عليه اسم “مستبشرون” في سنته الثانية وبتنظيم من بهية آل مرار، وبتقديم من زهراء المحمود، بتلاوة فردية من الطفلة حوراء العلوي لسورة الإنسان.
أعقبتها جماعة النبأ العظيم من دار القرآن بخيرية القطيف بتلاوة جماعية لآيات من سورة الأحزاب، ثم كرمت منظمة الحفل من كان له دور في مساندة المصابات كدار “بقية الله” التي أمدتهن بالدورات التدريبية القرآنية.
تلتها ورشة عمل قدمتها “زينب نصيف” استعرضت في بدايتها مسيرة “إدواردو آنيلي” الإيطالي الذي ينتسب إلى عائلة ثرية وعريقة تتخذ من اليهودية الصهيونية ديانة، والذي أسلم بعد دراسة الأديان والقرآن الكريم.
وأكملت الورشة نجف المرزوق ابنة الشهيدة معلمة القرآن الرباب، مستعرضة جوانب مضيئة من حياة والدتها وكيف كانت متعلقة بكتاب الله وخاصة في آخر ليلة من حياتها والتي اختتمتها بالشهادة.
ثم عادت القارئة هبة الغاوي من جماعة النبأ العظيم لتتلو آيات من سورة الأنبياء وتختتمها بآيات من سورة الفجر المباركة، وتسلمت المنبر بعدها الخطيبة فرحة الشاعر “أم حسن الفرج” وكلمة حول الابتلاء وفضيلة الصبر.