بعد حادث ضبابي..الواجب الإنساني يتوج كوادر صحية من القطيف بالتكريم

قاد الواجب الإنساني مجموعة من الممرضات وسائقهن وأحد الأطباء وإحدى الاختصاصيات، إلى منصة التكريم، بعد أن أسعفوا عائلة مقيمة تعرضت لحادث مروع في طريق عودتها من أداء فريضة العمرة، ليسوق لها الله تلك المجموعة فتتولى مهمة إنقاذ أفرادها قبل أن تصل سيارات الإسعاف.

وفي التفاصيل، كرَّم مدير مستشفى الأمير سلطان بن عبد العزيز بعريعرة؛ الدكتور عبد الرحمن بن فهاد العجمي كلًا من؛ الدكتور أحمد بن عادل السنان، والممرضة عقيلة اسياقات، والممرضة هبة الحوري، والممرضة زهرة القصيمي، والاختصاصية فداء الحمادة، والممرضة فاطمة آل مسلم، والممرضة إيمان معيني، والممرضة زهرة آل بشري، والسائق حسين خريدة.

وأوضحت إدارة المستشفى أن التكريم شمل كل من باشروا المصابين والناجين من حادث العائلة الهندية على طريق الدمام الرياض، وذلك أثناء مجيئهم مقر عملهم بمستشفى الأمير سلطان بن عبد العزيز بعريعرة.

وقال ” العجمي”، في كلمة له: “أفتخر بالعمل معكم، وأنتم قدوة لجميع الممارسين الصحيين”.

وعن تفاصيل الحادث، ذكرت الممرضة عقيلة اسقايات لـ «القطيف اليوم»، أنهم مجموعة من الكوادر الصحية يقطعون يوميًا مسافة ساعتين على الأقل من القطيف إلى منطقة عريعرة على طريق الرياض ذهابًا إلى عملهم، وفي يوم 6 ديسمبر 2018 كان الجو ضبابًا والرؤية فيه شبه معدومة، وعلى الرغم من سوء الحالة الجوية، إلا أن حادث انقلاب لسيارة على الطريق أوقف المجموعة.

وأضافت: “انتبه سائقنا حسين خريدة أن هناك سيارة متقلبة وأجسادًا مسجاة على طريق الذهاب، وأنا شخصيًا عندما رأيت إحدى المصابات مكشوفة الشعر في الطريق طلبت من السائق أن يتوقف لنسترها بأي شيء، فنزلت أنا والسائق مسرعين، ثم لحق بنا بقية الكادر الصحي الذي معي، وهم زهراء القصيمي، وهبة الحوري، والدكتور أحمد عادل السنان، وباشرنا في إنقاذ المصابين”.

وتابعت: “بالصدفة كان معي طبيب سعودي غير الدكتور أحمد السنان لا أعرف اسمه، ذهبت أنا وهو لنرى الضحايا، قمت بتغطية الضحية الأولى وهو رجل كبير في السن رجحت أن يكون الجد، وكان مصابًا بشرخ كبير في راْسه وكسور مضاعفة، فربطنا قدمه المصابة واستخدمنا ما لدينا لإسعافه”.

وأوضحت: “فهمنا من خلال الأشياء المتناثرة أنهم قادمون من العمرة، وكانت حفيدته البالغة من العمر 17 عامًا تبعد عنه مسافة بسيطة، وعند اقترابنا تبين أنها كانت تعاني من آلام في الصدر وبعض الرضوض، حاولنا إسعافها، ثم ذهبنا إلى الشارع الثاني في محاولة لإنقاذ المصابين الآخرين، وقد كانوا يبعدون مسافة بعيدة عن السيارة”.

وتابعت: “رأينا الوالد وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة وبقربه طفلة في السابعة من عمرها، حاولنا تغطيتها بالأشياء المتناثرة من السيارة وإسعافها، وبجانب هذا كله كانت الأم تبكي بشكل هيستيري على الزوج”.

وعن طلب المساعدة قالت “اسقايات”: “اتصلت بالهلال الأحمر ليزودونا بالأدوات الطبية ونقل الحالات للمستشفى الذي نعمل فيه، حيث يبعد عن مقر الحادث أربعين كيلو في منطقة الفردانية تقريبًا، وبعد خمس وأربعين دقيقة وصل المرور مع سيارة الإسعاف الأولى وسيارة نقل الكوني، وأخذت منها الأدوات اللازمة وأسعفنا المصابين وقدمنا الخدمات الطبية لهم في مقر الحادث ريثما تصل سيارات الإسعاف الباقية”.

وشاء القدر أن يشرك معهم اختصاصية العلاج الطبيعي فداء حمادة، حيث توقفت بسيارتها الخاصة عندما رأت الحادث، فتبرعت بنقل الأم وابنيها الذين لم يتضررا من مقر الحادث إلى المستشفى، وبقيت مع المجموعة حتى تأكدوا من استقرار حالات المصابين الصحية، كما وصلت سيارة موظفات أخريات وهن فاطمة المسلم، وإيمان معيني، وزهراء البشري، وباشرن المساعدة، وقدمن العلاج.

واختتمت “اسقايات”: “تحركنا بعدما تطمنا أننا وضعنا كل الضحايا في سيارات الإسعاف، وقد كانت واحدة من تلك السيارات قادمة من وسط الدمام، ونقلت الجد إلى المستشفى، إلا أنه لفظ أنفاسه الأخيرة عند وصوله”.


error: المحتوي محمي