البعض لا يستطيع أن يحكم ذاته ويروض نفسه ويخاطب عقله ويفكر بمستوى عالٍ يفوق عالم الحلم دائمًا تجده يعيش في دوامة بين مزاجه وعاطفته وعقله ويدمجهم جميعًا في جميع الأوقات.
عندما يصاب بخلاف عائلي مع أسرته يتعامل مع من حوله وكأنهم هم المسببون له هذا الخلاف، ينبغي الفصل بين الخلاف والمزاجية التي تحكم تصرفاتك أمام الآخرين ليس لهم ذنب في ذلك.
وعلى مستوى العمل عند حدوث مشكلة له مع المدير أو الموظف أو الإدارة أو فريق العمل، تجده في مزاجية غير لائقة هذا أمر طبيعي بشرط أن تبعد هذه الأجواء عن الأشخاص الذين ليس لهم ذنب في ذلك ولا تدمج المزاجية على أرض الواقع وتكون منبوذًا بتصرفاتك وردة فعلك اتجاه الغير.
أحيانًا تتحول هذه المزاجية إلى مرض عقيم داخل عقل وقلب الشخص دون أن يستشعر بها، ويعيش كأنه ملك منزل من السماء لا يخطئ وكلامه عين الصواب وأخلاقه امتداد لملائكة السماء وتصرفاته عين الحكماء ومنهج الصالحين الأولياء.
وعندما تحاول أن تتحدث معه خارج نطاق الدائرة المحكمة أو سور المنطقة أو المحيط الذي يعيش فيه بعيدًا عن المنطقة الجغرافية والعقول المتناقضة والأحوال المتقلبة، يرى أنك تطعن في ذاته وملكوته وإيمانه وانجازاته ولا ينظر لك إلا بعين واحدة التي تكون مصدر ومنبع مزاجيته المحيرة في من حوله.
أغلبنا يعيش تحت ظروف قاسية وقهرية أحيانًا، ولكننا نحاول أن نتخطى عقباتها لنصل لغاية النجاح والإبداع والتألق، وضريبة هذا هو التعب والحكمة والتسامح والصفاء والتفكير ومستوى الإدراك والفصل بين مشاكلنا على المستوى الأسري أو المجتمعي أو العمل أو مع الأصدقاء بعيدًا عن المزاجية التي تقودنا نحو طريق مليء بالأشواك والتصادم والخلاف مع من نحبهم.
علماء النفس يقسمون الشخصية المزاجية لأنواع:
١-الشخصية المتقلبة تراها مثالية في أقوالها وأفعالها لتسعد الآخرين، وفي وقت آخر تجدها قاسية في سلوكها يصعب على الآخرين التعامل معها.
٢-الشخصية الحادة التي تشبه العاصفة وتقلع كل من حولها.
٣-الشخصية المتسامحة المتناقضة تكون متسامحة لأبعد الحدود، وفي وقت آخر تجدها صارمة لا تتنازل ولا تقبل أي عذر حتى لو كان الذنب بسيطًا جدًا.
وعادة ينصح علماء النفس بعلاج هذه المزاجية عن طريق:
١-استشارة دكتور نفسي أو أسري أو مجتمعي.
٢-مزاولة الرياضة البدنية ولو بمقدار ٤٠ دقيقة.
٣-العبادات الروحية.
ومن يريد المزيد من المعرفة والمعلومات حول الشخصية المزاجية يقرأ للبروفيسور أمل المخزومي.
نسأل الله لنا ولكم حسن التفكير والعمل.