مزرعة المحبة

في مزرعة المحبة.. نشغل كل الذوات برونق الحب.. وتحت إشعاع الشمس ونسمات الهواء العليل تبتهج خواطر قلوب تكاد أن تخرج من تلك المزرعة أن تهيم في براري قفار… ترسم في الليل وعلى محيا القمر ابتسامات وعبارات وكذا كلمات المحبه بين الأصدقاء.. وضحكات تتعالى بروح خلابة بين الهموم والأحزان.. تتجاذب الأرواح بين هبات نسائم أشجار مزرعة المحبة.. وتتراقص بأجمل الأحاديث.. زرعت هناك وردة على باب تلك المزرعه وأسميتها (وردة المحبة) جعلت ماءها يجري منسابًا من تحت أغصان مزرعة المحبة كي تروى وتنمو وتزدهر.

وعلقت على كل شجرة من أشجارها دعاء يحفظ غرسها.. ونصب لي كرسي مزركش بأوراق أشجارها أناظر سماءها الخلابة.. وصوت حفيف أشجارها الهادئة.. فأرسلت أجمل التمتمات بدعاء إلى ربي.. يا ربي احفظ (مزرعة المحبة).. وأدم نعمائها..ما أن أنهي دعائي بين رحابها حتى أسمع خفقان قلوب الصغار تتراسل بالضحكات.. وتتقاذف أجمل الألعاب بين يديها.. ومن بين حبات رمالها وقفت طفلة تصنع بيتًا خلابًا على تلال كومة الرمال تلك التي أعدت لنشر الحبوب في أرض المحبة.. كي تزهر بأزهار ذات ألوان تخطف جميع ناضريها…

ودرت بأعيني في رحاب مزرعة المحبة.. لأجد البساطة في بقاعها هنا وضعت خيمة وكأنها خيمة البدو في صحاريهم لكنها أجَل لأنها محاطة برونق الأشجار المتدلية حولها.. تسمع بداخلها جل الأحاديث والنار تدفئ مكانها وإبريق الشاي يغلي بنبضات تدف كؤوس الأحبة.. أناظر السماء من خلال أشجارها وأسمع صوتها وكأنها تناغي الأجواء الهادئة ببرودة ذلك الجو في ليلها المقمر بقمر هادئ.. يغلق أجفانه ببروده كي يسمع أخر الأصوات فيها… تتوق النفس دائمًا إلى مرتعها وإلى جوها..

ففي تلك البقعة تعددت المزارع.. لكن (مزرعة المحبة) بنيت بحب عائلة جميلة ارتبطت بكل المعطيات فامتدت وشملت كل الأحبة والأصدقاء.. ليجتمع الجميع فيها رغم بساطتها.. ورغم الصعاب التي واجهت صاحبها ذا القلب الطيب الحنون المفعم بالمحبة.. ورغم عطائه القليل فيها إلا أن يد الأصدقاء أخذت وكونت معه مزرعته ورووها جميعًا بحقل محبتهم وبصدق عطائهم لحبيبهم أبي مسلم الغالي.. فانتشرت وأينعت بقلوبهم وقلب عائلته.. فدمتم جميعًا قلبًا معطاء له ولقلب مزرعة المحبة.. وأقفل باب حكايتي بكلمة.. دمتي ودمتي.. يا مزرعة أبي مسلم الحبيبة…؛ (يا مزرعة المحبة).


error: المحتوي محمي