الطب المنزلي بالقطيف: دورنا تثقيفي وتأهيلي.. ولا نقدم رعاية شاملة

أكدت كوادر طبية وصحية واختصاصيون أهمية الرعاية المنزلية للمرضى بتكاتف ذويهم من أجل تقديم الدعم الصحي والنفسي والاجتماعي لهم، ومساعدتهم على التعايش مع المريض بصورة طبيعية ورفع عناء مراجعته للمستشفى مع ضعفه الجسدي.

جاء ذلك خلال الفعالية التي نظمها برنامج الرعاية الصحية المنزلية بمستشفى القطيف المركزي احتفاءً باليوم السعودي للرعاية الصحية المنزلية، يوم الثلاثاء 26 ربيع الأول 1440 هـ، في بهو المستشفى.

واستضافت الفعالية عددًا من الجهات الاجتماعية، والتي تقوم بدور مكمل لبعض الخدمات المقدمة من برنامج الرعاية الصحية المنزلية، وهي؛ مكتب الضمان الاجتماعي بالقطيف، ومركز زهور المستقبل لذوي الاحتياجات الخاصة التابع لجمعية تاروت الخيرية للخدمات الاجتماعية، ولجنة التكافل الاجتماعي بجمعية القطيف الأهلية للخدمات الاجتماعية بالقطيف، وشركة نماء الطبية، ومركز التأهيل الشامل للذكور بالدمام.

ودشنت من المدير التنفيذي للمستشفى الدكتور رياض الموسى، بمشاركة المدير الطبي زكي الزاهر، وعدد من الكوادر الطبية والإدارية بالمستشفى، والمراجعين والزوار.

من جانبها، أوضحت اختصاصية التمريض ومشرفة التدريب والتعليم المستمر في قسم الرعاية الصحية المنزلية خديجة حسين آل عبد العلي لـ«القطيف اليوم»، أن الهدف من إقامة الفعالية بتفعيل اليوم السعودي للرعاية الصحية المنزلية، هو التعريف بطبيعة عمل فريق الرعاية الصحية المنزلية التابع للمستشفى، وكيفية قبول المرضى، وآلية تحويلهم للبرنامج.

وطالبت “عبد العلي” بتصحيح بعض الأفكار حول الطب المنزلي، وأن مهمة الفريق ليست رعاية شاملة، إنما علاجية وتثقيفية وتأهيلية للمريض والمرافقين معه في المنزل، بطرق تساعده على التغلب على المرض أو التعايش معه، كما أن الزيارة ليست يومية وإنما بناءً على خطة زمنية يحددها الطبيب وفق حالته المرضية.

وذكرت أن المريض يتلقى العلاج الطبي والرعاية الصحية من تمريض، وعلاج طبيعي، وتنفسي، إذا دعت الحاجة، بالإضافة إلى الرعاية النفسية والاجتماعية، منوهةً بأن وجود المريض في المستشفى ومع أهله في أجواء اجتماعية دافع له للشفاء مع أخذ العلاج بمتابعة الفريق، كما أنه يمنع إصابته بالعدوى من بعض الأمراض، لافتةً إلى أن الفريق يدأب على عدم التخلف عن الزيارات مع وجود عوائق سواء كانت جوية أو مكانية.

من جانب آخر، أكدت اختصاصية علاج التنفسي حوراء المير لـ«القطيف اليوم»، أن البرنامج يقدم الرعاية التنفسية إلى 60 مريضًا من الكبار، و 20 طفلًا من ذوي الإعاقة ومن يعانون من مشاكل في التنفس.

وبينت “المير” أن أغلب المرضى الذين يشملهم البرنامج هم من يحتاجون رعاية تنفسية، كتنفس اصطناعي، وانقطاع النفس أثناء النوم، والمرضى الذين يعانون من الشعب المزمن، والمدخنون المصابون بخلل في التنفس، حيث يقدم لهم الأجهزة الخاصة التي تساعد على التنفس، مع تعريفهم وتدريبهم على كيفية استخدامها، وكذلك العلاج الدوائي والتكميلي.

وشددت اختصاصية العلاج الطبيعي مريم الخاطر على ضرورة وعي الأهل في مساعدة المريض بالقيام بالتمارين الخاصة له، والتي تؤهله إلى الشفاء، حيث يعمل الفريق بعد تشخيص الحالة من الطبيب المعالج، بإعداد خطة علاجية تساعده على الشفاء أو تخفيف وطأة المرض.

وذكرت “الخاطر” أن الفئات التي تتم متابعتها هم مرضى؛ الجلطات، والكسور، وخلل الاتزان “شلل الرعاش”، وضعف العضلات، وكذلك حالات من التصلب اللويحي، مؤكدة أهمية تهيئة بيئة المريض بما يناسب حالته الصحية.

وبينت الاختصاصية الاجتماعية منى آل سليم أن العلاج الاجتماعي للمريض يتم عبر دراسة حالته ومعرفة مدى ملاءمتها لحالته الصحية، والعمل على منحه بعض الامتيازات التي تقدمها الجهات الاجتماعية مثل الضمان الاجتماعي، أو دعم الجمعيات الخيرية، وكذلك التأهيل الشامل للمعاقين.

وأشارت إلى أن البرنامج يعمل ضمن فريق متكامل من 40 شخصًا يقدمون العلاج الطبي والدوائي، والتأهيلي، والصحي، ويكون للمرضى من فئات محددة وهم؛ كبار السن والعجزة ممن لديهم أمراض مزمنة، والأطفال الذين لديهم تشوهات خلقية من الولادة، وطريح الفراش، وقرح الفراش، والمصابون بالجلطات وإصابات الرأس والعمود الفقري، ومرضى الأمراض المزمنة والقدم السكرية.

من جانبه، اعتبر المدير التنفيذي لمركزي القطيف رياض الموسى، أن احتفاء مستشفى القطيف المركزي باليوم السعودي للرعاية المنزلية للمرة الأولى يعد استمرارًا للفعاليات التي تدعو إلى التوعية بفئة في المجتمع، ضمن عمل مكمل للعمل العلاجي للمستشفى، والعمل على تقديم العلاج وتجاوز الصعوبات الاجتماعية والصحية التي تمنع المريض من الحضور للمستشفى.

وأكد “الموسى” أن المستشفى على استعداد لتقديم الدعم لهم وسط بلوغ عدد المرض 761 مريضًا، متوقعًا زيادتها مع وعي المجتمع بالدور المقدم من الفريق العلاجي، وقال إن مشاركة الجهات الاجتماعية في الفعالية إنما هو إيمان من إدارة المستشفى بدورهم المكمل لعلاج المرضى والوصول لهم، وتفعيل الشركة فيما بينهم، كما أن المستشفى مستعد لتفعيل شراكات جديدة مع أي جهة اجتماعية ترتقي بالخدمات العلاجية لأفراد المجتمع.


error: المحتوي محمي