طائر البهذلة

لست من معارضي سياقة النساء للسيارات، ولا من المؤيدين لسياقة السيارات للمبتدئين بعد ثلاثة أسابيع من التدريب إلا ما ندر.

من الخطورة أن تتعلم المرأة السياقة في عشرين يومًا ثم تبدأ السياقة في الطرق العامة بدون رقيب يراقبها ويعلمها كيف التعامل مع مفاجآت الطريق.

تعلم القيادة في هذه المدة القصيرة لا يختلف عليها اثنان أنها ليست بالكافية لتعطي السائقة المهارة الكافية لتفادي الحالات الطارئة وصقل السياقة الوقائية.

السياقة من البيت إلى الجهة المقصودة سواء كانت زيارة تفسح أو عمل، ليست رحلة سياحية تتغنى السائقة فيها على ألحان فيروز أو أم كلثوم، بل هي رحلة مليئة بكثير من المفاجآت والمخاطر.

إن القيادة الآمنة تضع على عاتق السائقة مسؤوليات كثيرة، منها مسؤولية روحها وحياتها ومستقبلها، مسؤولية أرواح الآخرين، بالإضافة إلى مسؤوليتها عن السيارة.

يوميًا نسمع عن الحوادث التي يكون النساء فيها طرفًا، لا نقول الرجال لا تعمل الحوادث، لكن حوادث النساء ممكن تفاديها لو أعطت السائقة نفسها الوقت الكافي من الممارسة تحت الملاحظة وصقل مهارة السياقة بمهنية وحرفية أكثر قبل بدء السياقة في الشوارع العامة والمزدحمة.

يوميًا نلاحظ النساء وهي تسوق في الشوارع السريعة وفي الحارات، واللافت أن الأغلبية منهن يسقن بسرعة غير قانونية، خاصة في الحارات والمناطق السكنية وبدون تحرز.

يجب على السائق والسائقة أن يقيم الشارع وحالة الشارع وموقع الشارع، والتي تملي عليه مقدار السرعة المناسبة، السرعة في الحارات السكنية لا تتعدى 40 كم في الساعة، بينما السرعة في الحارات والأسواق المكتظة تكون في حدود 20 كم في الساعة.

هذا التصنيف والمعايير للسياقة الآمنة مكتسبة من الممارسات الدولية والتجارب العالمية في دول مثل بريطانيا وأمريكا.

نلاحظ كثيرًا من النساء تسوق في الشوارع وعلامات الارتباك واضحة، على الجانب الآخر نرى بعض السائقات ما شاء الله يسقن بمهنية وحرفية ومتمكنات من المناورة الجيدة على الطريق.

لا نقول لا تتعلمي، ولا نقول امتنعي عن السياقة ما دمتِ تحملين رخصة نظامية، ولكن نقول تريثي في السياقة على الشوارع العامة والحارات بدون رقيب وإن كنتِ حاصلة على رخصة قيادة، انتبهي، احذري، لا تسرعي، هناك أرواح وهناك أطفال، خليكي تحت ملاحظة أحد الأقارب، لا تتفردي بنفسك، تعلمي كيفية التعامل مع المفاجآت، تعلمي نظام السياقة الآمنة إلى أن تصلي إلى مرحلة السياقة الوقائية التي فيها تحافظين على روحك وأرواح الآخرين.

السائقة العزيزة، السياقة ليست متعة ولا مفخرة أمام الآخرين، فيها إعاقة وفيها الموت.

السائقة العزيزة، لا تسوقي السيارة مثل البطة العرجاء ولا كطائر البهذلة.


error: المحتوي محمي