ذكر اختصاصي النطق والسمع فتحي محسن العوامي أن وجود مشكلة في السمع وعدم معالجتها يقتضي وجود مشاكل في النطق، فاللغة مكتسبة من البيئة ووجود مشكلة في اكتسابها يؤثر على المحصلة اللغوية وبالتالي يؤثر على النطق.
وبين خطورة انتشار مشاكل النطق من خلال إحصائية قام بعملها عن مشاكل النطق بسبب الأيباد ووصفها أنها شيء مفزع لأنها تجاوزت 60% من مشاكل النطق بسبب التكنولوجيا، موضحًا أن النطق يحتاج تفاعلًا وحوارًا وتواصلًا وسؤالًا وردًا عليه وهذا شيء لا يوفره التلفاز ولا الآيباد.
وأضاف أن 40% من الأطفال يحتاجون للتدخل المبكر بالعلاج في عمر الطفولة، وأن 15-20% من الأطفال لديهم اضطراب في التواصل.
وحذر العوامي من تدليل الطفل والاستجابة السريعة لإيماءاته أو سحبه لأمه أو أبيه لجلب شيء ما، دون مساعدته على النطق والمحاولة بدلًا من الإشارة، وقال: “الدلال الزائد يسبب تأخر اللفظ وضعف شخصية الطفل كما تفعل القسوة الشديدة كذلك”.
جاء ذلك في محاضرة “تأخر الكلام عند الطفل ومتى يصبح مشكلة؟” التى قدمها العوامي في قاعة الحوراء ونظمتها اللجنة النسائية بجمعية العوامية بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية مساء الثلاثاء 27 نوفمبر بحضور 44 رجلًا وسيدة.
وبدأ العوامي المحاضرة بعرض اضطرابات النطق وما يكون فيها من إبدال أو تشويه، وشرح ميكانيكية اللغة؛ وذلك بتوضيح آلية النطق والسمع وتقسيم الأذن.
وأرجع مشكلة تأخر النطق لأسباب نفسية وعضوية وبيئية، محذرًا من سخرية الأبوين في حال إخطاء الطفل في النطق وعدم تصحيح الخطأ، لأن ذلك يعزز الخطأ ويجعل الطفل يكرره.
واستعرض العوامي مراحل النطق لدى الطفل من الولادة حتى أربع سنوات، مع ذكر علامات تحذيرية تستوجب البدء في علاج الطفل، مؤكدًا على المعالجة المبكرة ووضع عمر ثلاث سنوات وشهرين كحد أقصى للتأخر في الكلام، فإذا تأخر أكثر من هذا العمر فلابد من البدء معه بالعلاج.
وحدد العوامي مؤشرات التأخر اللغوي وذكر منها التهاب الأذن الوسطى وبيّن أن تكرار الالتهاب قد يُفقد السمع، كما حذّر من استخدام الأعواد الخاصة بتنظيف الأذن، وعبر عنه بأنه أكبر خطأ لانه يُرجع الشمع إلى الداخل فيسبب ضعفًا في السمع، والأذن بالأصل تقوم بطرده.
وفي الختام، أوضح العوامي كيفية التحدث مع الطفل بصورة صحيحة، مع التأكيد على أسلوب الحوار مع الأطفال وإعطاء بديل عن اللعب بالأجهزة الإلكترونية في حال المنع، وأجاب عن استفسارات الحضور عن بعض الحالات التي تواجه مشاكل في النطق لدى أبنائهم.
