سبحان الله، جعل في هذا الإنسان العقل، ليتدبر ويتفكر ويصنع وينتج، وما أن يستخدمه في الإصلاح والإبداع، حتى يعم الخير كل الدنيا، هنيئا للعلماء.
الحمد لله، الذي سخر لهذا الإنسان العقل، الذي جعل من هذا الكون قرية صغيرة، يتعلم الناس من بعضهم، ويتبادلون الأفكار والسلع، ويتكاملون بالإبداع.
سياسة النأي بالنفس والإبتعاد لا تجدي، والمحاولات للإنقطاع مآلها الفشل، هذا زمان يأتيك ولا تذهب إليه، التعامل معه بالحكمة أفضل من الهروب عنه.
أينما تذهب تحتاج الدنيا إلى إصلاح في المقدمة، في كل شبر وخطوة، وفي كل شارع وقرية، وفي كل بلد وأمة، وأولها ترويض هذه النفس، وكبح جماح غرورها.
التوقف والتفكير الكثير يؤدي إلى الإيقاف والإمساك، ما أمكن عن الكلام والأفعال، الذي سببه ردة الفعل، يحتاج هذا إلى صبر وتريث قبل إتخاذ أي قرار.
هذا زمان أصبح يلازم كل إنسان، قناة وموسوعة لزيادة العلم والمعرفة، ولكنها كثيرا ما تكون أدة وسلاح، للقذف وللهجوم على الناس، بالكذب وبالبهتان.
هذه قنوات ووسائل ليس كلها للعب وللهوى، ربما تأخذ من ذلك ساعة، ولكن الباقي أفضله في أماكن آخرى، فيها إثراء وزيادة وتساعد في الإصلاح والعبادة.
ليت هذه القنوات والوسائل يستفاد منها للتقريب وللتواصل المثمر والمفيد، قنابل في كل الأوقات، لا تنام ولا تنتهي، معظمها يدفع للتباعد وللإنقطاع.
الكثير يسارع ويفتخر وفي سباق متواصل من يرسل الأول، لا يهدأ هذا الجهاز من المتكرر ومن الغير مفيد أكثر، ليته يقف عند هذا، ولكن بعضه سيئ للغاية.
غريب ومن المفارقات هذا التعامل مع التقنية الحديثة، جهاز أكثر ما يقال عنه، أنه يزيد من تواصل الناس، ولكنه يساهم في تباعد لمن يسكن نفس الديار.