في سنابس.. اختصاصيان يدعوان لسد الفجوة في العلاقات الزوجية

اتفق الاختصاصيان النفسيان مصدق آل خميس وناصر الراشد، على أهمية تعديل السلوك السلبي بين الزوجين، سواء كان يتعلق بالتعامل فيما بينهما أو في علاقاتهما مع أبنائهما، من أجل الحصول على حياة زوجية مستقرة، وتعزيز العلاقة مع أولادهم وتربيتهم تربية صالحة قائمة على الحب والاهتمام المتبادل فيما بينهم كأسرة واحدة.

جاء ذلك في “الملتقى الأسري الشهري مع ريوق الصباح” المنظم من مركز التنمية الأسرية (سنا) التابع لجمعية البر الخيرية بسنابس، والذي استضاف اختصاصيي علم النفس آل خميس والراشد، يوم السبت 16 ربيع الأول 1440هـ، في مقر المركز بسنابس، بحضور 33 شخصًا.

وقدم الملتقى كأصبوحة أسرية ورشتي عمل منفصلتين لكل من الاختصاصيين، دار خلالهما حوار مفتوح مع الحضور، وتم الوقوف فيهما على المحاور التي تشكل نقطة تلاقٍ عند الكثير منهم.

وتحدث الاختصاصي آل خميس في ورشته “لماذا غُيب اللطف؟” عن العنف، الذي يتعدد بين النظرة، والكلمة، والسلوك، ويشكل نوعًا من الإيذاء على الآخر سواء كان زوجة أو أبناء، وحتى العكس تمامًا، مما يترتب عليه إلحاق الضرر بالضرب المبرح، والعض، والهز، والخنق أو إصابات داخلية، والتحرش الجنسي.

وركز في حديثه على الإيذاء الذي يتعرض له الطفل من الوالدين والمحيط الخارجي، وكذلك المرأة، لافتًا إلى أن أكثر فئات المجتمع التي تتعرض للعنف، هم؛ كبار السن، وذوي الإعاقة، ثم المرأة والطفل.

وأوضح كيف يتولد العنف الذي يكون من التفكير المعرفي والثقافي، ويؤخذ من عادات المجتمع وتقاليده، منبهًا على أن السلطة بين الزوجين ليست مطلقة، كما أنها هي من تعطي نفسها الحقوق بناء على ما يحمل من قيم ومعتقدات، ويظهر عندما تكون تركيبة “الأنا” بين الزوجين فيها صراع على من يكون الأقوى، ويكون عاليًا عند الاثنين.

وتساءل آل خميس: هل تمكين المرأة لصالح الرجل أو المرأة؟ مبديًا تأييده له على ضوء التفكير المشترك بين الرجل المرأة وليس بطريقة منفصلة، والنظر إلى من الأقوى فيهما، وأن يكون وفق المعايير الدينية، الاجتماعية، والقيم النفسية، والتربوية والسلوكية.

وطالب الاختصاصي بتفعيل الدور الحقيقي للمؤسسات الاجتماعية من البيت، والمدرسة، والمسجد، والنادي، ووسائل الإعلام بأنواعه، مع الأخذ بتدريب الطفل على العادات السلوكية الصحيحة بوجود التعزيز لها وربطها بسلوكه الإيجابي، منوهًا إلى ضرورة تكوين العادات السلوكية السليمة بطريقة آلية بغرس مجموعة من القيم، ومعرفة القوانين الاجتماعية ومن ثم تطبيقها.

من جانب آخر، تناول الاختصاصي النفسي ناصر الراشد في ورشته “كيف نتفق؟” العلاقة الزوجية وكيفية إدارتها من قبل الزوجين، مشيرًا إلى حقيقة الفروق الفردية بين الناس واختلافها ليس فقط في المرأة والرجل، والتي تكون بدرجة نسبية.

وناقش الاختصاصي الهدف من الزواج وما الدوافع التي تقود الإنسان للزواج والبحث عن شريك آخر في حياته، مجيبًا عليها بقوله: “إن الناس تختلف ثقافتها حول الزواج وعليهم إيجاد حالة من التكامل الإنساني”.

ودعا الراشد إلى معرفة النفس التي تشكل ينبوع الحياة النفسية والاجتماعية للإنسان، مع العمل على قراءة الحب وضبط الانفعالات بشكل سليم، وإعادة تمثيل التجربة الإنسانية بصورة تعطي زخمًا من عاطفة الحب بين الزوجين، مع التنويه إلى أن كثيرًا من الأخطاء يقع فيها الزوجان تكون نتاجًا لتعلم خاطئ.

ووجه بضرورة المبادرة في الحياة الزوجية لرفع مستوى الكفاءة الاجتماعية، والعمل على تفسير النظريات وفق علم النفس السلوكي وليس المنظور الشعبي، وكذلك عدم التقيد بالخبرات السلبية حتى لا تكون مقاومة داخلية.

وحذر من اختفاء الرحمة من الحياة الزوجية، والتعامل بين الزوجين ضمن منظومة القيم التي تترجمها المواقف من؛ التعاون، والتسامح، والتعاطف، والإنصاف والإنصات، والرفق، مشددًا على سد المساحات المهملة في العلاقة الزوجية، بالاعتقاد أن الأمور ستكون أفضل عندما يتغير الطرف الآخر، حيث إنه لابد من المبادرة للتغيير من الطرفين.

واختتم الملتقى بتقديم الشكر والتكريم إلى الاختصاصيين آل خميس والراشد من رئيس جمعية البر عبدالله العليوات على ما قدماه من معلومات أثرت الجميع.


error: المحتوي محمي