أثارت قصة روتها محاضرة لمجموعة من المستمعات بأن طفلة أقدمت على الانتحار لأكثر من مرة جراء عدم تقبلها لوجود اختيها التوأمتين كأفراد جدد بالعائلة؛ وذلك لأنها لم يتم تهيئتها وإخبارها بذلك أثناء حمل الأم خوفًا من أن تخبر الطفلة الآخرين بحمل الأم بتوأمتين بدعوى أنها اجتماعية.
وحكت أخرى قصة ابنها الذي يخاف الاستماع في مجالس العزاء أو مجرد ذكر الذهاب للمجلس والنظر إلى السواد وعلو صوت القارئ، والذي يرجع إلى عدم تهيئته وقد يكون بكاء الأم وخوفه عليها قد أدى لردة الفعل التي يخاف فيها أن يرى أمه حزينه أو يظن أنه سيحدث لها شيء ما.
وأفصحت إحدى النساء عن أول شيء تبادر لها في خوف الأطفال هو الخلافات الأسرية، وعقبت عليها الاختصاصية النفسية ندى النجمة بأن هناك من يظن أن الأطفال لا يفهمون ولايدركون شيء من هذه الخلافات وهذا غير صحيح فيكفي الاحساس بعلو النبرة وحركة الجسد وتعابير الوجه، لجعل الطفل إما يختبئ أو يلوذ لاحتضان أمه أو إسكاتها بوضع يده على فمها أو بسد أذنيه لكي لا يسمع الصراخ بالخلاف.
جاء ذلك في محاضرة بعنوان “طفلي يخاف” للاختصاصية ندى النجمة والتي نظمتها اللجنة النسائية لجمعية العوامية بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية بقاعة الحوراء مساء الثلاثاء 20 نوفمبر 2018م بحضور 34 سيدة.
وعرّفت النجمة الخوف بأنه غريزة أساسية لدى الإنسان ويحتاجها لحماية نفسه من الخطر باللهروب من مصدر الخطر وموقعه، دون أن يتجاوز حده، وذكرت أن الخوف لدى الأطفال يبدأ من نهاية الشهر الرابع من عمرهم، وتطرقت لتطور الخوف معهم.
وبيّنت الأسباب التي تؤدي إلى الخوف لدى الأطفال من الحماية الزائدة من قبل الوالدين، ومشاهدة أفلام الرعب، والخوف من الحيوانات، والأذى الجسدي واللفظي مع الخوف من المرض والأبرة والتي عقبت عليه بأن الأهل هم من يزرعون الخوف من الذهاب للطبيب وخاصة طبيب الأسنان وتلقي الأبرة.
ونوهت إلى أن ما يتم مشاهدته بالتلفاز له أثر على الطفل فأقرب مثال كرتون “توم وجيري” الذي يحتوي 70% من مشاهده على العنف.
وأكدت النجمة على ضرورة تهيئة الطفل لكل شيء جديد كالانتقال من المنزل أو السفر بالبعثة أو استقبال مولود جديد أو دخول الروضة والمدرسة وغيرها لأن ذلك يؤثر عليه في عدم تقبله إذا لم يتهيأ له جيدًا.
وأشارت إلى أن الخوف قد يكون مستترًا وأن لكل مرحلة عمرية أسلوبًا في التعبير عنه، وعلى الوالدين معرفة خصائص كل مرحلة عمرية والتقصي لمعرفة الأسباب والأسلوب المناسب للتعامل معها.
واستعرضت النجمة مظاهر الخوف من التردد والإحجام عن كل شيء جديد وسرعة الانفعال وعدم السيطرة وكثرة الكوابيس وصعوبة صعود الدرج، وذكرت أن الأطفال الأكثر مشاغبة هم الأكثر خوفًا.
واختتمت ببيان كيفية التعامل مع مخاوف الطفل ونبهت إلى عدم التقليل من مخاوفه والاستهزاء منه لأنها ستبقى معه للكبر، فلابد للأم من سماعه وعدم تجاهله وإطلاق الأحكام عليه، والابتعاد عن التوبيخ والتهديد، مع ضرورة التطمين التدريجي والنمذجة والحوار معه لمعرفة سبب خوفه وامتصاصه.