تنمو وتزدهر المجتمعات الحديثة المتطورة بتنمية الركيزة المهمة في كل عملية تنموية وهو الطفل. طفل الجيل الحالي لديه قابلية لتعلم كل ما هو مثير جديد لكن كيف ننمي هذه الرغبات الكامنة لديه. لنبدأ من البيئة الحضن الأول للطفل وهي الأسرة فعندما ترغب في تنشئة طفل شغوف بالعلم والاستكشاف ولذلك عدة طرق قد تختلف من أسرة لأخرى ولكنهم من المؤكد يشتركون في أهمها وهي توفير الأمان المجتمعي والأسري له وكذلك في فتح كل الأبواب للاستكشاف مع المراقبة الحذرة لما يتناوله عقل الطفل من فضاء علمي بات مفتوحًا على مصراعيه بلا قيود أخلاقية أو إنسانية.
المدرسة ودورها الكبير لا يقل أهمية عن الأسرة. هل يعقل أن طفلًا في هذا القرن لا يعرف أساسيات اللغة الإنجليزية إو أبجديات الحاسب الآلي من مكونات وأجزاء داخلية وخارجية. في الغرب يعلم الطفل على جميع الأعمال المنزلية البسيطة ويدرب على كيفية التعامل مع الحالات الطارئة فأين دور التعليم في سقي تربة خصبة بغذاء العلم؟ دعوهم يجربون، يتعلمون، يحاولون وليكن درسًا جديدًا لهم من كل فشل.
الاعتماد على النفس وعدم الاتكالية تخرج رجالًا يعتمد عليهم وطن من خططه استمرارية النمو. فلننشئ لهم ورش عمل يتعلمون فيها أساسيات مهن بسيطة من نجارة وتجارة وحدادة وإلكترونيات وربطها بالعلوم النظرية. كل طفل هو قابل للتعلم فالعلم في الصغر كالنقش في الحجر فحين يدرس ويجرب كل المهن التي تحتاج اليد والعقل فسوف تبقى معه للأبد وتتطور ليخرج لنا جيل يبدأ من حيث انتهى الآخرون.
ولا نضيع الوقت ونندم فلنبدأ معهم ونعطيهم الثقة ونشجعهم وندعمهم من أجل وطن قوي حديث ومتطور لنعلمهم أخلاقيات استسقاء العلم فذلك يدعمهم علميًا وننشئ لهم مصانع خاصة بهم يظهرون ما خفي من مواهب وأفكار لديهم قد افتقدت المحيط الخصب لإظهارها. تطوير طرق التعلم لدى الطفل مهم جدًا فلم يعد الطفل كما هو متلقٍ فقط دعه يناقش ويطرح آراءه وانصت له ومهد طرق الإبداع له ولا تؤطر عقله في شرح معلومة وحفظها وانتهى.