قال الاختصاصي النفسي خالد مريط إن عملية الاسترخاء لا تتم قبل النوم ولا بعد الاستيقاظ، ومن الأفضل أن تكون قبل أو بعد الوجبات بساعتين، وتكون بمدة من 15 إلى 25 دقيقة وبالإمكان التعديل عليها بما يتناسب مع الشخص.
وذكر “مريط” أنه من الممكن عمل الاسترخاء مرة أو مرتين يوميًا حسب حالة الشخص، وبيّن أن الاستمرار في ممارسته كنمط حياة يُكسب الشخص كثير من الفوائد، بينما أحلام اليقظة التي تكون وسيلة للتنفيس وللهروب من واقع مؤلم فائدتها مؤقتة والإدمان والاستمرار عليها مُضر.
جاء ذلك في محاضرة “مريط” عن فنون الاسترخاء التي أقامتها اللجنة النسائية التابعة لجمعية العوامية، بالتعاون مع مجموعة أصدقاء تعزيز الصحة النفسية، مساء الثلاثاء 13 نوفمبر 2018 م، بحضور 70 شخصًا من الرجال والنساء.
وبدأ الاختصاصي النفسي المحاضرة باستعراض ظروف الحياة والاختلاف الذي جعل الحياة بالماضي تنتقل من بساطتها وبساطة التعامل بين الأفراد فيها، إلى حياة متوترة مليئة بالضغوط في زمننا الحالي، وأرجع السبب لإساءة الظن، والحداثة التي دخلت علينا من وسائل التواصل الاجتماعي والتقنية والسرعة وزيادة المواصلات.
واستعرض عددًا من الدراسات وتأثير الانفعالات العصبية على الجسد، مع أثر قلة النوم، ومنها دراسة قامت بها إحدى الصحف المشهورة وخرجت بنتيجة أن 30% من الناس الذين ينامون أقل من 6 ساعات يقل إنتاجهم ولا يعيشون بشكل هادئ، وشاركتها الجمعية الأمريكية للسكتة الدماغية في أنهم معرضون للسكتة الدماغية، فيما أثبتت دراسة أخرى أن الجراحين والرياضيين الذين ينامون فوق المعدل الطبيعي يكونون أكثر دقة ممن يناموا أقل من ذلك.
وعرّف “مريط” الاسترخاء بأنه التوقف التام عن الانقباضات العضلية نتيجة التوتر الانفعالي، ويختلف عن الهدوء الظاهر وعن حالة النوم، وفرّق بين الاسترخاء والتأمل، وبين التوتر والقلق.
وتعرّض لفوائد الاسترخاء الوقائية والعلاجية، مع شرح توضيحي لأنواعه، من استرخاء تنفسي، وعضلي، وتصاعدي، وتنازلي، وتخيلي، وأخيرًا التعرض للخيال الذي يستخدم للحالات المرضية.
وطبق “مريط” مع الحضور جلسة استرخاء لمدة 25 دقيقة، جمعت بين الاسترخاء التخيلي والتنفس العميق وبالموسيقى والتدرج الصاعد، وقد راعى بالجلسة اختلاف الأفراد بين كون البعض سمعيًا والبعض بصريًا، وذلك بتنويع الوسائل السمعية ومفردات التخيل بالبصر.
وختمت الجلسة بسماع آراء الحضور بعد الاسترخاء الذي قال البعض عنه إنه جعلهم يحلقون في عالم الملكوت، والبعض قال إن الكراسي وعدم راحتها للاسترخاء أفسدت الغاية من التمتع بالاسترخاء الكامل، والبعض الآخر عبر بأنه كاد أن ينام.