أوضح الاختصاصي النفسي فيصل آل عجيان أن 30% من مرتادي المستشفيات والعيادات بانتظام ليسوا مصابين بأمراض عضوية، وأن 80% من هؤلاء عندهم توهم المرض، وينفقون أموالًا طائلة في الفحوصات، ويستهلكون ساعات طويلة من وقتهم ووقت الأطباء في المستشفيات.
واعتبر الاختصاصي أن توهم المرض من الأمراض النفسية، وهو أشد من الكثير من الأمراض النفسية، حيث يتمنى المصابون به أن يصيبهم مرض حقيقي، منبهًا إلى أن التفكير في ذلك قد يقود الشخص إلى الانتحار، ويجعل الحياة صعبة ومتعبة لذويه، والمعالجين والأصدقاء كذلك.
وأضاف أن خوفه قد يوصله إلى الإلحاح والهلع، كونه مشكلة نفسية كبيرة، وفي الغالب تصنف على أنها مرض عصابي إلا أنه يمكن أن يصل لمرحلة المرض الذهني عند زيادة الشدة.
وأوضح أنه رغم قلة الإصابة به، إلا أننا نجد له استعدادًا للظهور عند الذين أصيب أحد أفراد عائلتهم بأمراض قاتلة أو خطيرة، وجزء كبير منهم قد تعرض إلى مشاكل صحية في حياته وبالأخص في مرحلة الطفولة، بالإضافة إلى أن المصاب يكون عنده إصرار على أنه عنده مرض، ومن كثرة ذهابه للمستشفيات يرتادها كأنها أماكن للتسوق.
وأكد آل عجيان في حديثه أن أعراض توهم المرض تظهر بصورة غير متسقة وليس لها تواتر، مما يجعل الطبيب في انزعاج من كثرة أسئلة المريض، مشيرًا إلى أنها تظهر بصورة أعراض مرض جسدي، إلا أنها مرض نفسي، وتقوده إلى الانشغال عن الحياة، وتأخذ حيزًا من تفكيره، ويهمل عليها الأولويات في حياته ومنها علاقته بالمقربين من حوله، بالإضافة إلى أن التفكير في الأمراض يكون معرقلًا لأمور الحياة، كما أنها تؤثر على الجانب المادي.
وتحدث عن مراحل العلاج لتوهم المرض، والتي تكون لدى الاختصاصي النفسي بالعلاج السلوكي المعرفي القائم على تعديل الأفكار الخاطئة، إلا أنه يمكن أن يصل إلى العلاج الدوائي عند شدتها ووصولها إلى مرحلة المرض الذهني، وهنا لابد من أخذ مضادات الأمراض الذهنية، لافتًا إلى أن مؤشرات توهم المرض تكون غير متواترة، وعدم الاطمئنان من التحاليل المخبرية إلا بعد الإصابة بالمرض.
وشدد على ضرورة تصحيح الأفكار الخاطئة، حيث وجد أن أغلب من تجاوزوا المرض يعتبرون أن فكرة ما غيرت حياتهم، ومن تجاربهم يغيرون أفكارهم، بعد أن تمسكوا بالأفكار الخاطئة اللاعقلانية، لكن مع ذلك فهي تؤلمهم وتسبب لهم مشاكل، كما يكون عندهم دافع مناقض نحو التخلص من هذه الأفكار.
وسرد الاختصاصي بعض الأساليب التي يمارسها المريض بتوهم المرض، ومنها: الخوف المفرط من الإصابة بالمرض، والقلق من الإشارات البسيطة التي قد يفسرها على أنها مرض خطير، والتفقد المتكرر للجسم للبحث عن الأورام والتقرحات، فلا يقتنع المريض بالمختبر ولا الطبيب ونجده يتنقل من طبيب لآخر، وقد يصل إلى الشعور بالضعف والتشاؤم تجاه الحياة.
جاء ذلك في محاضرة “توهم المرض” التي قدمها الاختصاصي فيصل آل عجيان، يوم الأحد 3 ربيع الأول 1440هـ، في مجلس أم البنين (ع) بالمحمدية.