الأخوان الجيراني ينقلان تجربة فنية من الأحساء إلى القطيف في 30 دقيقة

نقل الأخوان سعيد وحسن الجيراني تجربة أحد الفنانين السعوديين في مجال التشكيل والكتابة الصحفية والنقد الفني والتأليف والنشاط الفني بشكل عام، مسلطين الضوء على مراحل مختلفة من حياته عبر مقطع فيديو مدته نصف ساعة.

ويستعد الأخوان الجيراني لعرض أحدث أفلامهما الوثائقية المتعلق بعرض سيرة وحياة الفنان التشكيلي السعودي عبدالرحمن السليمان يوم الأحد 18 نوفمبر 2018م على مسرح جمعية الثقافة والفنون بالدمام، وذلك بعد حفل تكريم تنظمه الجمعية للفنان الكبير.

وتحدث عن الفيلم معدّه الفنان عبدالعظيم شلي قائلًا: “قبل الحديث عن إعدادي للفيلم، أحب أن أنوه لأمر أفتخر به على المستوى الشخصي، وهو حالة الشغف بالحديث عن المؤثرين في مسيرة التشكيل في بلادنا سواء رواد أو محدثين، وقد كتبت عن بعض الأسماء التي لها مكانة فنية في المنطقة على مدى عشرين عامًا، فكان لي الشرف قبل سنتين بإعداد فيلم وثائقي عن حياة أم الفنانات في القطيف الفنانة المصرية سهير الجوهري تحت عنوان (طائر بين وطنين) وهو من إخراج ومونتاج الأخ سعيد الجيراني وتم تصويره ما بين القاهرة والقطيف”.

وتابع: “وها هي الخطوة الثانية التي أقوم فيها بإعداد فيلم عن فنان آخر وهو عن مسيرة الفنان التشكيلي والناقد عبدالرحمن السليمان، حيث بدأت ملامح الإعداد تتشكل عندي بعد أن خاطبني رئيس جمعية الثقافة والفنون يوسف الحربي قبل 6 أشهر، وهو بالمناسبة وراء فكرة حفل التكريم من ألفه إلى يائه، فقد كلفني بوضع الإعداد للفيلم ووضع الحوار وذلك لمعرفتي وقربي من الفنان”.

وأضاف: “وضعت خطوات الإعداد بحيث تتنامى زمنيًا مع كل حقبة على حدة، ثم تتصاعد وفق المحطات المهمة في مسيرة السليمان، وفي شهر ذي الحجة وضعت آلية الحوار ، وبعدها بأيام تم بالفعل محاورة الفنان أثناء التصوير جنبًا إلى جنب متقاطعًا مع الرؤية الإخراجية وواضع السيناريست وهما أبناء الجيراني؛ حوار امتد لساعات في أوقات مختلفة، ونظرًا لطول الحوار الذي لامس أغلب جوانب شخصية السليمان فكان من الصعب تضمين كل ما قاله في حيز الفيلم، وكنت أتمنى أن تكون مدة الفيلم ساعة كاملة على غرار فيلم (سهير الجوهري) ولكن ما كل ما يتمنى المرء يدركه، فبقي زمن الفيلم للنصف، ربما لا يعرج على كل التفاصيل، ولكنه يعطي لمحات موجزة وعامة لمشوار ومسيرة الفنان السليمان الحافلة بالعمل والتفاني والكفاح في سبيل رفعة الفن في بلادنا”.

واستطرد: “وحقيقة الفيلم خارج عن الطرح الكلاسيكي المعتاد للأفلام الوثائقية الفنية، فقد بذل الأخوان الجيراني جهدًا مضاعفًا ومكثفًا في سبيل إظهار فيلم يليق بمكانة الفنان السليمان، فيه الكثير من المتعة البصرية الباهرة، معطيين الشخصية بعدًا في الزمان والمكان مجسدين عنوان الفيلم «لون المكان وعطر الذاكرة».

فيما ذكر مصور وسيناريست الفيلم سعيد الجيراني أن الفيلم تم تصويره في أكثر من عشرة مواقع مختلفة تماشيًا مع سيناريو تم وضعه للفيلم متقاطعًا مع محطات السليمان منذ ولادته في قرية الكوت بمحافظة الأحساء وانتقاله وأسرته فيما بعد واستقراره في مدينة الدمام، مضيفًا أن تصوير الفيلم استغرق قرابة الأسبوع متنقلين بين مواقع مختلفة في الأحساء والدمام والقطيف، مستعرضين الكثير من جوانب سيرة الفنان .

ويؤكد مونتير ومخرج العمل حسن الجيراني أن الفيلم استغرق قرابة الثلاثة أسابيع من العمل المكثف في تحرير المادة المصورة وعمل المونتاج الملائم للمحتوى المصور، مع الأخذ بعين الاعتبار تسليط الضوء – ما أمكن – على أهم محطات الفنان في داخل المملكة وخارجها وتعريف المشاهد على أهم منجزات الفنان الداعمة للحركة التشكيلية السعودية في مجالات الفن والبحث والنقد والصحافة والإدارة طيلة قرابة الأربعين عامًا عبر فيلم لا يتجاوز الأربعين دقيقة، ومحاولة التوفيق بين محتوى يحوي الكثير من المحطات السردية المهمة من حياة الفنان الشخصية والمهنية وبين الاهتمام بجانب شد المشاهد عبر إيقاع الفيلم ومحتواه الغني وجمالية الصورة والمكان، والمكان الذي يعد ركنًا رئيسيًا في شخصية الفنان السليمان.

 


error: المحتوي محمي