مخالطة الناس

هُناك فئة من البشر حباهم الله سبحانه وتعالى بميزة البشرى وحسن المحيا وطيب المعشر، ولهم مكانة وسمعة خاصة في قلوب الناس..

ليس بسبب وجاهة أو مال أو مستوى علمي أو مهني مرموق أو حسب ونسب.. إلخ.. بل لخلق وسلوك إنساني تضامني رحيم.. وقلوب طاهرة وضمائر نقية فمن هؤلاء؟..

هؤلاء من تلقاهم مشاركين في تشييع كل جنازة ولا يفوتهم أي مجلس عزاء، يواسون الفاقدين بغض النظر عن مدى قربهم أو بعدهم عنهم في القرابة والنسب..

لا يخلو مأتم من تواجدهم – ليس في غرة السنة بل طوال العام – تراهم يتنقلون من بيت إلى آخر ومن مجلس إلى آخر.. ما يعلمون عن مريض إلا عادوه، ولا مستوحش إلا آنسوه.. يسعون بين أروقة المستشفيات “يتعافون” لكل المرضى.. ما يشاع زواج إلا وهم في مقدمة المهنئين.. يشاركون الآخرين أفراحهم وأتراحهم.. سامية وراقية أرواحهم.. غالبًا ما يبدأونك بالسلام.. ويحاورونك بابتسام.

تستغرب إذا لم تجدهم في مناسبة اجتماعية عامة أو دينية، فلا يمنعهم مانع إلا ما قدره الله.. يثيرون الغبطة من وجوههم، وينشرون الانشراح بملقاهم، السواد الأعظم يعرفهم.. يُسر حين يرونهم، ويوجم حين يفقدونهم..

هؤلاء من تمثلوا بقول سيد البلغاء (عليه السلام): “خالطوا الناس مُخَالَطَةً إِن عشتم حَنُّوا إليكم وَإِن مِتم بكوا عليكم”.. فهنيئًا لهم هذه الحظوة التي منّها الله عليهم.


error: المحتوي محمي