تراهم في الحب ملائكةٌ يتعبدون، وفي طرق الأبواب بهائمٌ يتخبطون!
لبسوا أقنعة البهاء.. تغنوا غزلًا كالشعراء.. أشعلوا القناديل الواهمة.. ألفوا القصص الواهية.. غرروا القلوب الهائمة!
ونسوا مُحاكمتهم العادلة، كما تدين تدان، من فعل فُعل به!
قال لها: أحبك!
فرش لها سِجادةً حمراء، نثر لها وردةً بيضاء، سحر واقعها.. استحوذ على عالمها!
حاجتُها كانت صدقًا وأمانًا، أمانيها كانت حضنًا وحنانًا!
تمسكت به كلوحٍ في حضن غرقان، أفاضت عليه كنهرٍ يسقي الظِّمآن!
لكن.. بعدما وصل إلى ريقها، واستولى على بريقها، واكتفى من ريحها!
خلق حجة، نسي وعده، حزم حقائبه!
كان هدفه رغبته، ورغبته شهوته، وشهوته كذبته، وكذبته نفاقه!
رحل ليجدد قناعه، ويُشبع جنون رغبته، رحلَ لِيُهشم قلبًا آخر!
ليته يعلم أن ما يفعله عندنا أيضًا سهلٌ يسير، وفي أيدينا على الراحة يسير!
لكننا علمنا أن للقلوب حرمة كما للبيوت حرمة، وأُمرنا أن ندخلُ البيوت من أبوابها لا أن نختبئ خلف أسوارها.
علمنا أن خالقنا لا ينسى مداينات العباد، علمنا أن من يؤذي غيره هو في الأصل يؤذي نفسه!
لسنا بأفضل حال منك، ولا أرفعُ درجةٍ عنك، لكننا مازلنا نسعى أن نكون أفضل من أنفسنا!
اسع لها، اسع لباب توبتك، اسع لإصلاح وجهتك!
فالوقتُ لن ينتظر كفايتك وسيهاجمُ يومًا جمال مُهجتك!
فالأشياء لا تدوم يا صديقي!