آل ابريه يطوف العالم العربي بـ”حكاية الموال”

توسع الشاعر يوسف آل ابريه في الدراسة التي أجراها حول فن الموّال وأشكاله، حيث جعل الدراسة مفتوحة على جميع البلدان العربية، ولم تقتصر على الجغرافيا الخليجية؛ وعلل ذلك بأن الموّال موجود في جلّ البلاد العربيّة، وبالذات القريبة من محيط الدول الخليجية، مضيفاً بأن الغرض من الدراسة كان ذكر الفنون والأشكال الموّاليّة، ومن ثم عرض الشاهد المؤيّد، وهذا الشاهد لم يحصره في جهة معينة، فمتى ماوجد الشاهد أدرجه بغض النظر عن مكان قائله.

جاء ذلك ضمن الكتاب الثاني الذي أصدره آل ابريه خلال أقل من شهر” حكاية الموال “، بعد ديوانه الشعري” تلوتك شعرا”، والكتاب عبارة عن دراسة حول الموال كأحد فنون الشعر العربي، وهو يقع في 300 صفحة من الحجم الكبير، وصادر عن دار أطياف للنشر والتوزيع، وتكفّل بطباعته مركز تبارك.

وبدأ الكتاب بمقدمة حول الموّال، ونشأته، وأنواعه، وتركيبته، كتهيئة ومدخل للولوج في عالم فنونه وأشكاله. ولم تكن هناك فصول للكتاب؛ لأنّه اتبع طريقة واحدة، وهي ذكر فنون الموّال وأشكاله بشكل تعددي، بحيث ذكر مسمّى الفنّ في عنوان، ثمّ شرحه، وبعد الإيضاح أُورد النموذج المناسب.

وفي حديثٍ له أكد آل ابريه لـ”القطيف اليوم” بأن الموّال هو واحد في جميع البلدان التي تتناوله؛ لأنّها تلتزم في وزنه البحر البسيط، وعدد أشطره المتداولة في الغالب وهي الأشطر السبعة ذات الجناسين، والرباط وإن كان هناك فارق، فهو في اللهجة التي يُكتب بها كلّ شاعر موّاله، علماً بأنّ اللهجة الشعرية في رأيه أصبحت مفتوحة، وغير مقتصرة على المحلية، فلا ضير في تناول مفردات، أو سياقات اللهجات الأخرى، فالشاعر يؤثر ويتأثر، ولاسيما أنّ بعض الدول لها تأثير واضح في غيرها، بحكم الميراث، والمشتركات.

وذكر بأن له دراسات أخرى غير الموّال، ولكنّ الموّال هو الأهم من بين هذه الدراسات؛ لعشقه لبحره وجماله، ولأنّه أفضل الفنون الشعرية الشعبية، وأعلاها، واصفاً إياه بالبرزخ الذي يؤنس؛ لأنه يمزجه بين الفصيح والعامي، متى ما أراد، وإن كان الغالب عليه والأجمل هو كتابته بالعامية، لكون الموّال واسع وعميق ومتجدّد، والمرء بطبعه يحبّ معرفة الدقائق والمخبوآت، ولهذا فسبر أغوار الموّال متعة لا تعادلها متعة.

وأوضح أن حياة الناس كانت سابقًا تفرض أنواعًا معينة من الشعر، لأنّها وجدته المؤنس لها، والملائم لحياتها، وخاصة من يركبون متون البحر وأهواله، وتنأى بهم الغربة عن ذويهم، ثم أصاب هذا الفن الخمول، أو الندرة في فترة من الفترات، أمّا الآن فقد استعاد هذا الفن عافيته ونشط بشكل ملحوظ، ودخل أكثر المناسبات، والمجالات الاجتماعية والدينية وغيرهما، وأصبح معروفًا، ومشهورًا، ومتداولاً عند أكثر الناس، بل أكد انه ليس هنالك مغالاة لو قلنا بأنّ أكثر الناس يحفظون بعض المواويل ويرددونها.

وأشار الى أن هنالك دراسات للموّال في دول الخليج سابقة، ولكنّها قليلة جدًا، ولعل أبرز من تناول موضوع الموّال في الخليج، هو الشاعر والكاتب البحريني مبارك العماري، وهناك أيضا دراسة للشاعر علي خليفة، وأخرى للكاتب عبدالجليل السعد، ودراسات كتبها الباحث علي الدرورة، بينما العراقيون فنجدهم قد أفاضوا في دراسة الموّال، وأكثروا، ولذلك دعا آل ابريه من يملك قلمًا ومعرفة بهذا الفنّ خوض الغمار، ليملأ فراغًا خليجياً حول فنّ كان حياةً وأنساً لأهله.

وفي سؤالنا له عن مدى تقدير هذه الدراسة واعتبارها مرجعاً للمهتمين، أجاب بأن هذا الأمرٌ يتركه للآخرين وتقديرهم، فعمله كان مجهدًا، وإن بدا أنّه سهل، فلقد لملم شتات فنون الموّال، وأشكاله في كتاب واحد، مع شرح مبسّط، لفهمها، وترغيب القارئ وتشويقه، كما ا
أضاف بأنه محبّ للموّال، وعاشق لبحره، فلابدّ أن يسحره جماله، ويدفعه لتقديم الجديد حسب رؤيته، علّه يكون مقبولاً، ولعله يقدّم شيئاً في حديقة هذا الفنّ الجميل.

واعتبر أنّ الموّال هو الأبرز بين فنون الشعر الشعبي، قديمًا وحديثًا، وإن بدت بعض الفنون أحيانًا متسيّدة، ولكنّه يعود مجدداً، لقوّته، وتألقه، مشيراً إلى أن مقارنته مع فنون الشعر العربي تعد قضية أخرى؛ كون الفنون العربية مكتوبة بالفصحى، أما الموّال فباللهجة العامية، وبرغم ذلك يبقى متربّعاً في علوّه، وبهائه ، بجانب تألق الشعر العربي.

وعن الصعوبات التي واجهها في هذه الدراسة، ذكر بأنّ البحث في الحصول على الشواهد لم يكن صعبًا، ولو كان أُدرج الشواهد دون تمحيص، لكانت الدراسة سريعة الانتهاء، غير أنّ الذي أرهقه، هو تقويم الشواهد وتصحيحها، ومراجعتها في أكثر من مصدر.

IMG-20170228-WA0030


error: المحتوي محمي