في ذكرى أربعينية الإمام الحسين (عليه السلام) والدور العظيم الذي قامت به الزينبات خصوصًا بعد شهادة الإمام وحتى رجوعهن إلى أرض جدهن وموطنهن الأصلي المدينة المنورة مرورًا إلى كربلاء، نسلط الضوء على زينبات أمير المؤمنين علي (عليه السلام).
لأمير المومنين علي بن أبي طالب ثلاث بنات يسمين بـ زينب أو ما يصطلح عليه في الأوساط التاريخية بالزينبات الثلاث وهن:
الأولى: زينب الكبرى وتكنى بأم كلثوم وأمها فاطمة الزهراء (عليها السلام) ولدت في السنة الخامسة للهجرة وتوفيت سنة أربعين هجرية قبل واقعة الطف ودفنت في البقيع وزوجها عبدالله بن جعفر الطيار ومن أولادها علي الزنيبي؛ الفقيه الشيعي المعروف.
الثانية: زينب الوسطى التي تكنى بأم كلثوم وتلقب بالعقيلة، تزوجت ابن عمها عون بن جعفر الطيار الذي استشهد سنة 17 هجرية في معركة تستر، ثم تزوجها أخوه محمد الذي استشهد في واقعة صفين سنة 38 هجرية، ثم تزوجها أخوه عبدالله بن جعفر الطيار بعد وفاة اختها زينب الكبرى فولدت له: عون ومحمد اللذين استشهدا في واقعة الطف.
وكانت هذه السيدة العظيمة هي القائد لمسيرة الثورة بعد أخيها الحسين، حيث أخرجت من المدينة بعد عودتها إليها بثلاثة شهور هي وأختها زينب الصغرى، حيث سيرت زينب العقيلة إلى الشام وسيرت زينب الصغرى إلى مصر بأمر من والي المدينة عمرو بن سعيد الأشدق.
الثالثة: زينب الصغرى وتكنى بأم كلثوم أيضًا وأمها تدعى أم حبيبة وهي التي تنسب إليها كل الخطب وبقية المشاركات التي نقرأها في كتب المقاتل عن كربلاء، بينما دور العقيلة ينحصر في القيادة والإشراف والحفاظ على العائلة وحركة الثورة.
وقد قتلت الصغرى في مصر سنة 62 هجرية وأما الوسطى العقيلة فقد قتلت سنة 64 هجرية في بلاد الشام بعد ثلاثة شهور من إخماد ثورة أهل المدينة وحصول ما تسمى بواقعة الحرة؛ علمًا بأن الوسطى سميت بالكبرى بعد وفاة اختها الكبرى تميزًا لها عن الصغرى.
عظّم الله لكم الأجر يا أهل بيت النبوة وموضع الرسالة، وعظم الله أجورنا وأجوركم، بذكرى أربعينية استشهاد الإمام الحسين (عليه السلام).