السيد ماجد الزيداني والجمعيات الخيرية

وكما هو حالنا جميعًا في إدماننا لمواقع التواصل الاجتماعي، نقضي ساعات كثيرة متنقلين من برنامج إلى برنامج، ورغم قلة ذهابي إلى الإنستجرام إلا أنني احرص على متابعة جديد السيد ماجد الزيداني، سواءً في البث المباشر اليومي أو المقاطع الكوميدية الهادفة التي يضعها بين حين وآخر، السيد اشتهر بأسلوبه العفوي البريء ولهجته القطيفية التي تُبحر بك إلى الماضي الجميل وزمن الطيبين، ليس لديه كثير من المتابعين في الفيسبوك لكنه مشهور من فئة الشباب بالتحديد في الإنستجرام والسناب شات.

كل هذا الكلام عن السيد والمتابعين هو مهم جدًا لتكوين فكرة ورأي عام لما يهتم به الشباب الآن ولما يقولونه ويشعرون به.

في بداية شهر محرم وكعادتي عند وجود السيد في البث المباشر وعادة أتابعه لدقيقتين أو ثلاث، كان الحديث عن الجمعيات الخيرية في القطيف، وكشخص قريب للجمعيات الخيرية وعضو سابق في لجنة كافل اليتيم بخيرية القطيف، حرصت أن أتابع النقاش للنهاية، كانت هناك نقاشات وتعليقات وهناك كثير من المشاركات من مبتعثين من خارج البلد وبقية الشباب، الانطباع السائد لهؤلاء الشباب أن جمعيات القطيف الخيرية تقليدية لا تقدم أي شيء جديد ومفيد للمجتمع مقارنة بالجمعيات الأخرى الموجودة في وطننا الغالي، السيد وبقية الشباب كانوا يسردون بعض البرامج والفعاليات التي تقدمها الجمعيات خارج المنطقة والتي لا تقدمها أي جمعية في القطيف، أكثرية من الشباب أكدوا أنهم لا يثقون بهذه الجمعيات ولا يفكرون أن يساعدوها لأنها دون فائدة.

الصدمة وللأسف أن جميع البرامج والفعاليات التي يتكلّم عنها الشباب موجودة منذ سنوات في جمعيات القطيف بل أكثر من ذلك أيضًا، والحقيقة المرة التي يجب الاعتراف بها أنني لا ألوم هؤلاء الشباب بل ألقي اللوم على جميع أعضاء الجمعيات بما فيهم أنا شخصيًا، كوني مختصًا ومحبًا وعاشقًا للتسويق للمنظمات غير الربحية، وكنت مسؤولًا عن هذا الشيء في لجنة كافل اليتيم في خيرية القطيف، واضح أن هناك فجوة عميقة في عدم التواصل مع المجتمع، واضح أننا يجب أن نستوعب أن مطالبة الشركات الربحية بالإنفاق على التسويق والإعلان لا تقل أهمية في المنظمات غير الربحية كالجمعيات وغيرها، يجب أن ندرك أن المجتمع داعم ومعطاء متى ما وصلت إليه بالطريقة المناسبة، والوصول للناس بات أسهل في وجود البرامج الكثيرة لمواقع التواصل الاجتماعي، يجب أن تُركز جميع الجهود ويُتابع هذا الموضوع بأهمية بالغة كون استمرار هذه المؤسسات مرهونًا بوضع إستراتيجية مناسبة للتواصل مع المجتمع.


error: المحتوي محمي