أكّد سماحة الشيخ عبد الله أحمد اليوسف، في خطبة الجمعة 16 صفر 1440هـ، أهمية التوسعة على العيال؛ لأن ذلك يدخل السرور والراحة والبهجة في قلوبهم، ويزيد من المحبة بين الزوجين، وبين الأب والأولاد.
وأوضح “اليوسف” أن التوسعة على العيال من المندوبات المؤكدة، ويعني بسط الخير لهم وتكثيره، وتوفير ما يزيد على القدر الواجب، كشراء الكماليات لهم، ومفاجأة الأهل بالهدايا والتحف أو برحلة سفر، أو التنزه معهم.
وقال: “أوصى بذلك أئمة أهل البيت عليهم السلام في كثير من الروايات الصادرة عنهم، وعللوا ذلك بأن صاحب النعمة إن لم يوسع على عياله أوشك أن تزول النعمة منه، وغير ذلك مما ورد في الروايات الشريفة”.
وذكر بعض النصوص الدالة على ذلك، فقد روي عن رسول الله صلى الله عليه وآله أنه قال: «ليس منا من وسّع عليه ثم قتّر على عياله»، وقال الإمام الرضا: «صَاحِبُ النِّعْمَةِ يَجِبُ عَلَيْهِ التَّوْسِعَةُ على عِيَالِهِ»، وقال الإمام زين العابدين : «أَرْضَاكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَسْبَغُكُمْ عَلى عِيَالِهِ»، وعن الإمام الصادق قال: «الْيَدُ الْعُلْيَا خَيْرٌ مِنَ الْيَدِ السُّفْلى، وَابْدَأْ بِمَنْ تَعُولُ»، أي أن اليد المنفقة والمعطية خير من اليد المانعة والقابضة.
واعتبر أن توسعة الزوج على عياله، وتوفير كل ما يحتاجونه مع توافر القدرة المالية لديه، يساعد على استقرار الحياة العائلية، وشعور جميع أفراد الأسرة بالسعادة والراحة النفسية والعقلية.
ولفت إلى أنه عندما يكون الزوج غنيًا، لكنه يبخل على عياله، ولا يوفر لهم المقدار الواجب أو المستحب من النفقة، فإن ذلك يؤدي إلى البغضاء والكراهية بين الزوجين، وبين الأب وأولاده، بل قد يتمنون موته حتى يحصلوا على أمواله، فقد ورد عن أبي الحسن الرضا عليه السلام قوله: «يَنْبَغِي لِلرَّجُلِ أَنْ يُوَسِّعَ عَلى عِيَالِهِ كَيْلَا يَتَمَنَّوْا مَوْتَهُ».
وقال: “من المعيب حقًا أن يجمع الزوج الأموال الطائلة وعائلته في وضع يحسدون عليه من الفاقة والحاجة، مما يسبب تفاقم المشاكل وتراكمها، وتزايد حالات الصدام والشقاق مع الزوجة والأولاد”.
وحذّر سماحة الشيخ من انحراف بعض الأولاد نتيجة تقتير وبخل الأب، وعدم التوسعة على عياله مع قدرته على ذلك، مما قد يدفع بهم نحو الانجرار للانحراف والفساد.
وانتقد تقصير بعض الآباء عن القيام بواجباتهم في النفقة، والتضييق على عوائلهم وأهاليهم، ناسيًا أنه يجمع الأموال وفي النهاية ستكون لهم (الورثة).
ودعا إلى الاعتدال في النفقة، مؤكدًا أن التوسعة على العيال لا تعني الإسراف، وإنما توفير الحياة الكريمة لأفراد العائلة، فالنفقة المطلوبة تكون بين المكروهين: كراهة الإسراف وكراهة التقتير.