الكلمة الطيبة صدقة

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله الطيبين الطاهرين.

قال الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: “الكلمة الطيبة صدقة”.

فإن للكلمة الطيبة أهميتها وصداها على النفوس، فإنها تقرب وتصفي ما بداخل النفس من شحناء وتهديها.

فالكلمة الطيبة هي الدواء والبلسم المعالج لجميع أمراض الحقد والكراهية والخصام والقطيعة.

والكلمة الطيبة هي الأداة والواسطة التي يتعامل من خلالها الناس ويتفاهمون فيما بينهم، وهي أداة نقل الأفكار إلى الآخرين وما يريده الإنسان منهم، لذا كانت الكلمة الطيبة هي الوسيطة في التفاعل الاجتماعي وبناء الثقافة والحضارة والمعرفة وفي معظم العلاقات الاجتماعية، فصاحب الكلمة الطيبة تجده محبوبًا بين الناس والأسرة والمجتمع.

قال الله تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلًا كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ (24) تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُونَ}.

الكلمة الطيبة هي صدقة على النفس كما هي صدقة على الآخرين، فما المشكلة في مدح شخص أو الثناء عليه أو تحفيزه وإعطاء الناس نبذة عن عمله وحياته وخدماته الاجتماعية وغير ذلك، لا مشكلة، بالعكس هي كلمه طيبة في حق أخيك المؤمن.

فما يضرك أخي الكريم أن تزعل من هذا الكلام الطيب في حق أخيك المؤمن، وتقف وقفة كره وحقد من هذا الشخص وتقول ما يستحق هذا الكلام الطيب في حقه هذا كان كذا وكذا وتسرد ما به من سلبيات وعيوب كانت من سنوات طويلة.

قل خيرا أو اصمت، وتنسى وتتناسى إيجابياته وأعماله الطيبة.

يجب علينا أيها الأحبة أن نصفي نفوسنا من كل شيء سلبي، وكما ذكرت سابقًا أن الدنيا ما تستاهل زعل أو بغض أو حقد أو كره على أحد، صفي قلبك ولسانك قبل نومك.
وتعاملك الطيب بالكلمة الطيبة مع الآخرين هو الكنز الحقيقي لك، سوف تشعر بالسعادة وحب الناس لك بحسن تعاملك مع الآخرين.

ضع لك بصمة في حياتك بحسن التعامل والأخلاق، وعود لسانك على الكلمة الطيبة الجميلة والعبارات الراقية التي تخرج من فمك، فلها مردود إيجابي عليك، فكم كلمة سيئة صغيرة تخرج من فمك وقت غضب وزعل تخسرك الشيء الكثير، انتبه قبل قذف هذه الكلمة التي تندم عليها زمنًا طويلًا.

تملك بالحلم فإن الحلم سلاح المؤمن الصابر، فأناقة اللسان هي ترجمة لأناقة الروح، عند الحوار لا ترفع صوتك بل ارتفع بمستوى كلماتك.

ولا تتردد في تدريب نفسك على الابتسامة واجعل أول من يفوز بها منك هم أقرب الناس إليك.

وفي الختام، أتمنى من الجميع أن يعودوا أنفسهم على الكلام الطيب، فهو يحول العدو إلى صديق والكره والبغض إلى محبة ومودة.


error: المحتوي محمي