أكد المهندس محمود الدبيس قدرة الإنسان على العطاء وتحقيق أهدافه بمعرفة قيمته في الحياة، ومحاولة إحداث حالة من التوازن بين الأبعاد الرئيسية في الحياة؛ الجسمي، والروحي، والعقلي، والبُعد الاجتماعي، وبين الأدوار التي يمارسها في المجال الأسري والاجتماعي، والعمل على تقييم نفسه بما يملك من إمكانيات.
ودعا “الدبيس” إلى العمل على تحسين جودة الحياة التي نعيشها، بمراجعة مستوى الأداء والإنجازات التي يحققها الشخص، معتبرًا الحياة رحلة لابد من التخطيط لها وبجدية، ومعرفة خطورتها التي تكمن في نتائجها التي تحدد المصير الأبدي للشخص بعد الحياة، وأثره عليه في حياته وبعدها.
وأوضح أن النتائج التي تظهر في مسيرة الحياة تكون وفق عوامل محددة من؛ الأفكار التي نتبناها، والمعتقدات التي نؤمن بها، والسلوك العملي الذي يبنى على الأفكار والمعتقدات، والاتجاهات وسرعة المسير، منوهًا بأنه إذا كانت العوامل ذات جودة سنحصل على نتائج سليمة في الحياة، والعكس صحيح.
وشدد على أهمية إدراك الشخص لقيمته في الحياة، والنظر إلى ماذا قدم من عطاء، مع الأخذ بأن هذا العطاء لا يقف عند عمر معين، كما أن قيمة وعطاء الإنسان تزداد بما يحمل من علم وعمل، وكلما زاد معرفته وعطاؤه للآخرين زادت قيمته في الحياة، مستشهدًا بالأقوال المأثورة من أهل البيت (ص) والعلماء والمفكرين على أهمية العطاء بجميع أشكاله.
واستفاض في شرح الأبعاد الأربعة في حياة الإنسان، والتي تحدد سلوكه مع نفسه والله والمجتمع، حيث إن البُعد الجسمي والعقلي يتعلق بالإنسان ككيان، والبُعد الروحي بما يشمل من علاقة الفرد مع الله والغيبيات وما وراء المادة، وأخيرًا البُعد بما يرسم من تفاصيل علاقته بالمجتمع.
ونبه “الدبيس” إلى أهمية الوعي بالأدوار التي يقوم بها الفرد في حياته سواء مع نفسه أو أسرته أو مجتمعه، وتقييمها في كل يوم وشهر وسنة، وترفع من قيمته كإنسان، مشيرًا إلى ضرورة معرفة رسالته في الحياة التي تكون كدستور مكتوب، يتخذ عليها قراراته، ونورًا في طريقه، بما تحمل من المبادئ التي تقوده لتنفيذ الأبعاد الأربعة.
وطالب في حديثه لإيجاد الحلقة المفقودة في الحياة؛ بالعمل على؛ تصميم وتخطيط تفاصيل الحياة بما يناسب الطموح والقدرات، وأن تكون حياة الفرد ملكًا له فقط، ولا يدع أحدًا يصمم حياته، وتحرير الطاقات والاستمرار في التطور، والنظر للحياة على أنها أهم مشروع في الحياة وكل فرد هو من يديرها، مع السعي إلى تحقيق ماذا تريد أن يكون ذكرك بعد الرحيل وكيف يصفه الناس.
جاء ذلك في المحاضرة الثقافية “الحلقة المفقودة” التي قدمها المهندس محمود الدبيس، في مجلس أم البنين (ع) في سيهات، يوم الأحد 11 صفر 1440هـ، بحضور عدد من المهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي بالمجتمع.