للأسف الشديد هناك الكثير من المشاريع الصغيرة والمتوسطة المتعثرة وغير الناجحة في المنطقة والتي تعود إلى أسباب كثيرة. لن نتطرق إلى المشاريع المتعثرة نتيجة التعديلات الأخيرة التي تخص تعديل أوضاع العمالة السائبة، ولكن التركيز هنا على تلك المشاريع الجديدة التي أنشئت حديثًا وتفاجأ أصحابها بواقع مختلف عن ما كان في مخيلتهم من أرباح خيالية ونجاح كامل قبل البدء في المشروع.
المشاريع الناجحة على أقل تقدير تحتاج إلى دراسة جدوى ولو بالشيء القليل والبسيط وإن كانت الصدفة خدمت كثيرًا من المشاريع الناجحة من متوسطة وصغيرة.
دراسة الجدوى تعتبر أهم خطوة يقوم بها المستثمر أو رجل الأعمال قبل بداية وتأسيس المشروع. وبحسب خبراء الاقتصاد فهم يقسمون دراسة الجدوى إلى دراسة أولية ودراسة مفصلة نهائية، وإن كانت دراسة الجدوى الأولية والبسيطة قد تكفي للمشاريع الصغيرة وحتى المتوسطة إلى حد ما.
دراسة الجدوى: هي الدراسة التي يتم إعدادها قبل بدء أي مشروع لدراسة النواحي السلبية والإيجابية للمشروع بحيث تعتمد على رأي الخبراء الاقتصاديين أو اجتهاد من صاحب المشروع نفسه والذين يعدون التوصية النهائية إما ببدء المشروع أو التوقف عنه اعتمادًا على معطيات كثيرة.
عملية تقييم المشروع تعتمد على الخطوات التالية:
– معرفة جميع الإجراءات الرسمية التي تخص النشاط التجاري.
– تحديد التكلفة المالية للمشروع.
– دراسة الحالة المادية للمجتمع المستهدف وتحديد أهمية وحاجة المجتمع إلى هذا النشاط في المنطقة.
– تقييم أعداد السكان في المنطقة وتقدير عدد الزبائن اليومية، وتوجهاتهم الشرائية، والسعر المناسب لهم بناء على الدخل العام للأفراد ومستوى المعيشة والتي بها سوف تقيم متوسط الدخل اليومي مقارنة بالتكلفة اليومية لمعرفة الميزان التجاري.
– دراسة الأحوال السوقية للمحلات القديمة في المنطقة والتي يمارس أصحابها نفس النشاط منذ فترة ومعرفة نقاط الضعف والقوة لديهم، ومعرفة مدى وكيفية المنافسة الشريفة معهم، وتقييم إن كان مشروعك سوف يكون في نفس المستوى على أقل تقدير، وهل يوجد لديك إغراءات سوقية تستطيع أن تسحب بعض زبائنهم ولو كان جزءًا بسيطًا منهم؟
– دراسة المكان والخدمات المتوفرة الأخرى والتي تشمل حتى مواقف السيارات والسلامة المرورية.
كل هذه النقاط المذكورة يمكن لكل شخص مقبل على مشروع جديد أن يعملها وحتى دون الاستعانة بخبراء اقتصاديين لكي يتفادى الخسارة والفشل، كما يجب عليه التأني وعدم الاندفاع لأن العجلة أم الإخفاق.
على النابل أن يتأنى؛ فالسهم متى انطلق لا يعود..ᴉ