القلق والاكتئاب والوسواس يقود 1200 شخص لمراجعة الصحة النفسية بمركزي القطيف

قاد القلق والاكتئاب والوسواس أكثر من 1200 مراجع إلى مراجعة العيادات في قسم الصحة النفسية بمستشفى القطيف المركزي، على مدى ثلاثة أشهر.

كشفت ذلك لـ«القطيف اليوم» الدكتورة النفسية سارة العميري؛ رئيس قسم الصحة النفسية بمركزي القطيف، وبيّنت أن مراجعي القسم كل ثلاثة أشهر، يقترب عددهم من 1200 إلى 1500 مراجع، وفق الإحصائيات، مشيرةً إلى أن المراجعين للقسم من منطقة القطيف والجبيل والمناطق الطرفية، موضحةً أن هذا العدد هو الذي يرد للعيادة النفسية وليس للاختصاصي النفسي.

وأوضحت العميري في حديثها خلال فعالية الاحتفال بيوم الصحة النفسية العالمي الذي أقيم في بهو المستشفى يوم الأربعاء 1 صفر 1440 هـ، أنه يتم استقبال المرضى عبر ثلاث طرق، إما بتحويل من مراكز صحية، أو تحويل من عيادات أخرى، أو تحويل عبر برنامج “إحالتي” الذي يقوم بالتحويل من مستشفيات طرفية أخرى، وهي التي لا تحوي هذا القسم، فيتم تحويل الحالة إلى المستشفى الأقرب لها.

وبيَّنت أنواع الأمراض النفسية التي يتم مراجعة العيادات لعلاجها؛ فمنها أمراض عصبية كالقلق والاكتئاب والوسواس، وهناك أمراض عقلية كالانفصام؛ وهو مرض مزمن ويعالج بالأدوية بصفة مستمرة.

وتحدثت عن الطريقة التي يتم بها استقبال مريض جديد وقالت: “نبدأ بالتقييم النفسي للمريض، ويحدد الدكتور درجة شدة الأعراض، وحاجة المريض للعلاج السلوكي أو العلاج الدوائي، وبعدها نعلم المريض ونبين له أن الأدوية هي آخر الحلول، ونبدأ أولًا بالجلسات السلوكية بقدر ما يمكن فعله، ويحول المريض إلى الاختصاصي النفسي ويبدأ جلسات علاج سلوكي وعلاج معرفي”.

وأضافت: “وإذا لم يستفد المريض من الجلسات، فإننا نبدأ بالعلاج الدوائي، وفي الحالات البسيطة لا نستعجل في صرف الأدوية وفي الحالات المتوسطة نخير المريض؛ فإن كان يرغب في العلاج بسرعة نصرف له أدوية، أما إذا كان يحب أن يعطي نفسه فرصة شهرًا أو شهرين فنعالجه بالجلسات السلوكية والمعرفية ونتائجها بطيئة لأنها تأخذ وقتًا طويلًا لتتحسن الحالة، وأما في الحالات المستعصية الشديدة فنضطر للبدء بالعلاج الدوائي فورًا لكي نمنع المريض من التعرض للتعب النفسي”.

وتابعت: “وفي الحالات التي تستدعي صرف الأدوية نعطي المريض علاجًا واحدًا أو اثنين على الأكثر، بحيث يأخذ أقل كمية وأقل جرعة وأقل مدة، وعندما يتحسن نوقفها، ولا يتم إعطاؤه الأدوية المحظورة إلا في الحالات الشديدة جدًا كإدمان المخدرات، ويتم التدرج في إعطاء الدواء وفي قطعه، والتدرج يكون خلال شهرين أو ثلاثة أشهر حتى لا يشعر المريض بأعراض انسحابية لدى قطعه”.

ونوهت إلى أن العلاج الدوائي له هدفان؛ الأول وقف النوبة الحالية كالقلق والاكتئاب، أو وقف حدوث النوبة في المستقبل، حيث نبدأ بإعطاء المريض أدوية من تسعة أشهر إلى سنة، وحالات القلق تأخذ من سنة إلى سنة ونصف السنة، وهناك حالات انفصام يواظب فيها المريض على أخذ أقل جرعة ممكنة بعد التحسن، لأنه مرض مزمن لا يمكن إيقاف أدويته حتى لا تعود الأعراض في حال إيقافه”.

ولفتت إلى أن مريض القلق والاكتئاب يتحسن بالجلسات السلوكية أو الأدوية، ويمكن إيقافها بشكل تام ويعود إلى حياته الطبيعية، أما الانفصام فلا يمكن ذلك معه.

وأشادت العميري بالحملات التوعوية والتثقيفية التي انتشرت في الأيام الأخيرة، والتي جعلت المجتمع ينضج أكثر، وأكدت أنها من واقع خبرتها خلال عشر سنوات وخدمتها في قسم الصحة النفسية، فإن الناس كانوا يتخوفون من العيادة النفسية ولا يدخلونها، أما الآن ومع كثرة الوعي والتثقيف والفعاليات فأصبح الناس يتقبلون العيادة النفسية والعلاج السلوكي والأدوية حتى للأطفال.

وحول معدل الفئة العمرية التي يستقبلها المركزي، قالت: “نستقبل من عمر سنتين حتى 100 سنة، والبعض منهم تحسنت حالته وتوقفت المراجعات الدورية له، والبعض الآخر أمراضهم كالأمراض المزمنة مستمرون في المتابعة حتى الآن”.

وأضافت: “يأتي الآباء بأطفالهم من عمر السنتين إلى العيادة في حالة شكهم بوجود اضطراب توحد، أو تأخر في الكلام، أو مشاكل سلوكية كعناد شديد صعب التعامل معه، وكل حالة لها تقييم وعلاج”.

وأشارت إلى أن العيادة النفسية مثلها مثل أي عيادة أخرى، وأن المرض النفسي مثله مثل أي مرض يواجه الإنسان كالصداع أو القولون العصبي، وله أعراض كباقي الأمراض، والعيادات النفسية موجودة ومتوفرة، موجهة بأنه جب على الإنسان تحسين صحته وأدائه النفسي بالمراجعة.

وتكلمت العميري عن دور حملات التوعية بالأمراض النفسية وقالت: “نقوم من خلال حملاتنا بتوعية الأهالي بالتوجه بأطفالهم إلى العيادة النفسية عند ظهور أي مشاكل نفسية، لكي نتدارك الأمر ونقوم بحله في أقل مدة ممكنة، فإذا زادت المشاكل تزيد الأعراض، وعندما تطول فترة المرض دون مراجعة تطول مدة العلاج أيضًا”.

وأضافت: “في العيادة نقوم بتدريبات للأهل وعمل جلسات للمريض بالتعاون مع الاختصاصي النفسي، بحيث نتعرف على الخوف الموجود لدى الطفل أو أسباب المشكلة، ونعطي أفضل الحلول للحالة”.

واختتمت العميري كلامها بالحديث عن فترة المراهقة قائلة: “من الطبيعي أن تصاحب فترة المراهقة أعراض نفسية بسبب تغير الجسم والهرمونات، ولكن إذا اختلف المراهق عن بقية إخوته أو عن المتعارف عليه بعصبيته الشديدة، أو التغيب عن الحضور للمدرسة، أو كان مكتئبًا يقفل عليه الغرفة بشكل متكرر، فهذا إشعار بضرورة الإسراع في معالجة الحالة”.


error: المحتوي محمي