قادت الاختصاصية النفسية الإكلينيكية أنوار الفتيل، 30 سيدةً إلى مواجهات المعوقات والتحديات التي قد تعترضهن في الحياة بصورة مفاجئة، وتكون بين الذاتية والخارجية من المحيط الخارجي، لتواصل مسيرتها الحياتية سواء كانت؛ أمًا، ابنة، زوجة، مطلقة أو أرملة، بقيادتها لذاتها والتأثير في المجتمع.
جاء ذلك في محاضرتها “المرأة القائدة وتحديات العصر”، بختام سلسلة لقاءات الملتقى السنوي “الأسرة في ركب الإمام الحسين (ع)”، والمنظم من مركز البيت السعيد للتدريب الاجتماعي بصفوى، بحسينية أم تسنيم بصفوى، يوم الإثنين 28 محرم 1440هـ.
وشدت “الفتيل” على ضرورة أن تمتلك المرأة نوعًا من التصالح مع الذات، لإيجاد علاقة مع الله، وإبراز الجانب الروحي لتخطي المعوقات الداخلية، عبر الحصول على السعادة من الرضا بالحياة، لمواجهة التحديات والمعوقات التي تمر بها، حتى لا تصاب بالضعف والانكسار الداخلي.
وأكدت أن المشاكل التي تعترض الشخص ما هي إلا فرصة العقل للتمييز بين الأمور، كما أن الحياة جميلة في عين من يفهمها، ويفهم علاقته بالآخرين في حدود الضوابط الشرعية والاجتماعية.
وتناولت “الفتيل” المعوقات الخارجية التي تكون من المحيط، وأشدها ألمًا عندما تكون من ذوي القربى، وهنا يصعب بعض الأحيان تغيير المحيط، وسط عدم وجود الدعم والتعزيز من المجتمع.
وعرفت الاختصاصية مفهوم القيادة الذي يندرج تحته الإبداع والابتكار والسعي لتحقيق ذلك ضمن مجموعة، ذاكرةً صفات الشخصية القيادية التي تتمثل في؛ حسن التنظيم والتخطيط، والمثابرة، والمبادرة، والقدرة على اتخاذ القرار، ونفاذ وبُعد البصيرة، والعمل ضمن فريق، وتوزيع المهام، والحزم والمرونة، وقوة الشخصية والثقة بالنفس.
ونوهت بأهمية خلق قوة من الضعف، ومحاولة الوعي وإدراك أبعاد المصيبة، والبُعد عن الجزع، لافتةً إلى أنه يفرض على المرأة تحمل المسؤولية مع الرجل كون دورها مكملًا لدوره، مع أهمية الاحترام المتبادل بين الزوجين.
وتحدثت عن أهمية أن تجد المرأة نموذج القدوة في القيادة، لأن بالقائد يؤثر في الأشخاص، ما يؤدي إلى تقويم سلوكهم، مع التمتع بالذكاء الاجتماعي أثناء التواصل مع الآخرين.
وتطرقت “الفتيل” إلى شخصية السيدة زينب (ع) ودورها البارز والمؤثر في وبعد واقعة كربلاء، حيث كانت امتدادًا لخلق وقيادة أبيها الإمام علي وأمها فاطمة الزهراء، وأخويها الحسن والحسين (ع)، إذ كانت الأخت، والأم، والعمة، فكانت مصدر فخر واعتزاز بوجود الإمام السجاد (ع).
وحثت الحاضرات على جعل السيدة زينب قدوة في مواجهة التحديات، والنظر إلى مواقفها، وتفاصيل قصتها التي لها مغزى عميق، وظهر في؛ القدرة على مواجهة الطغاة، والصبر على المصيبة مع فقد الأحبة، واحتواء الجميع، وهنا يظهر الرضا ومعرفة الحكمة الإلهية التي جعلتها مدرسة للأجيال.