في يوم المعلم تأخذ الذكريات مداها ترتب أحرفها بعيدًا، حيث كنا طلابًا على مقاعد الدراسة، نسترجع الذكريات الحاضرة برغم غيابها جسدًا واقعيًا، إلا أنها معنويًا لها كل الحضور، حضورها الألق.
الأستاذ سعيد الشيخ فرج العمران معلم التربية البدنية، مربيًا احتوانا حين كنا صغارًا، تعلمنا على يديه وأنفاسه الموقف التربوي، والتوجيه والنصيحة، لا أنساها الأحرف الأبوية التي يغذينا بها في كل لقاء، كأب حنون، مناه تقويم سلوكنا، وصقل مواهبنا، شحذ هممنا في طلب العلم، والاستفادة من جميع زملائه المعلمين الأفاضل كالأستاذ جمال الدار، معلم الاجتماعيات، والأستاذ فيصل البحراني، معلم الرياضيات -على سبيل المثال لا الحصر-، أن نكون شغوفين بالعلم، نسعى دائمًا، لتطوير ذواتنا.
هناك ثمة أنفس لها وقعها الإيجابي في حياة الإنسان لتكون نموذجًا يستمد منها العطاء في تقدم الأزمنة، واختلاف الأمكنة، والمعلمين خير نموذج، كونهم القدوة الحسنة، والمرآة الصافية الحياة، والبذل والعطاء.
كم يسعد المعلم أن يجد طلابه الذين غرس في وجدانهم القيم والمبادئ الأخلاقية، غرس في ذواتهم العلم والمعرفة، ليكونوا صالحين، رقيًا بأنفسهم ومجتمعهم ووطنهم، خدامًا. وتمر الأيام، تعدوها السنون، لأجدني زميلًا؛ جنبًا إلى جنب مع الأستاذ سعيد الشيخ فرج العمران -ليتقاعد مؤخرًا-، كانت اللحظة الأولى، من أجمل لحظات حياتي، لأنحني مسلّمًا في احتضان يديه، مقبّلًا جبينه، وابتسامته الأبوية، ترجعنا، لنعتق الذكريات مجددًا، نعيشها، كأن ميلادها اللحظة. حقًا، إن المعلم مربي فاضل، يستاف من قلبه النبضات، بذورًا، يزرعها في طلابه، يسقيها بأنفاسه العبقات، لتزهر مستقبلًا زاهرًا بالعطاءات، لينساب على أوراقها الندى في ربيع العمر، الذي لا ينضب معينه -بإذن الله-.
ختامًا، وليس للذكريات ختام وميضها في يوم المعلم، لا زلت متعلمًا، أنقشها نبراسًا، لأقف في يوم المعلم، شاكرًا، وكلي امتنان لكل المعلمين الأفاضل، الذين رسموا لنا الطريق، واجتهدوا كل الجهد في الأخذ بأيدينا، كانوا نعم الآباء، لكم جميعًا قبلة على جبينكم، مكللة بالحب والاحترام والتقدير، ونحن كنا نحبكم ولا نزال نحبكم، نحدث فلذات أكبادنا، أن المعلم، كالشمعة، تذوب، لتنير للآخرين درب الرشاد والصلاح.