السيهاتي: من «الحسيني» انطلاقتي.. والمسرح التجاري في القطيف فقير في الطرح

بدأ خطواته ناحية المسرح ممثلًا، يتقمص الأدوار ليعيشها ثقافة وفكرًا عبر شخصياته على الخشبة، تلهمه النماذج الفنية، ليستقيها الفكرة والبيئة، لتكون شخصيته الفنية.

لم تقف طموحاته عند التمثيل، لكنه الشغف الفني، أخذه، ليجدف شراعه باتجاه التأليف والإخراج. الفنان السيد ماجد السيهاتي، المنحدر من مدينة سيهات في محافظة القطيف، يبوح لـ«القطيف اليوم»، عن مسافاته الفنية العاشقة للفعل الدرامي والمسرحي، يأخذنا إلى الشرفات، نستطلع من خلالها طموحات شاب لا يكل أو يمل، اجتهادًا بتطوير أدواته الفنية، وصقل موهبته، واحتواء ذاته العبقة حسًا فنيًا، ليقدم ما يفيد المتلقي ويرقى بذائقته.

س: حدثنا عن بطاقتك الشخصية والفنية؟
ج: السيد ماجد السيهاتي، من مواليد مدينة سيهات، درست المرحلة الابتدائية بمدرسة الأندلس، والمرحلة المتوسطة في مدرسة موسى بن نصير، والمرحلة الثانوية في مدرسة الطفيل بن عمرو، ختمت الدراسة في الكلية التقنية بالقطيف تخصص محاسبة، أحد أعضاء مجموعة “الربيلون”، وأحد أعضاء جروب “حبل غسيل”، عملت في البداية في المسرح الحسيني عام 2002م، ومنها بدأ الحماس يجتاحني في التمثيل، في المسرح أو الأفلام على حد سواء، كذلك عملت في المسرح والأفلام، كممثل ومخرج وكاتب.

س: ما علاقتك بالتمثيل، متدرجًا إلى وجودك مخرجًا وكاتبًا؟
ج: التمثيل يأتي بالدرجة الأولى، وهو من يجعلك تخرج الجيش الذي بداخلك، وأغلب الأعمال التي عملتها في المسرح و الأفلام، هي من إخراجي وكتابتي، أو أن أكون مشاركًا في الكتابة من خلال الورش العملية.

س: حدثنا عن بداياتك في العمل الفني، في المسرح أو الأفلام القصيرة، ومتى بدأت رحلتك الفنية؟
ج: بدأت أول مسرحية عام 2003م، مع فرقة “افان”، وأول مسرحية نطقت فوق المسرح، هي مسرحية “المحقق كونان” في نفس العام، بعدها تتالت الأعمال المسرحية إلى غاية 2009م، كممثل، بعدها أخرجت وكتبت أول اسكتش “إلى متى”، في 2009 م، وأول فيلم كان في عام 2010م، فيلم “نكبة حظ”، ككاتب ومخرج، وتتالت الأعمال إلى غاية هذا اليوم.

س: من خلال التعلم يصقل الإنسان مواهبه، فنيًا، حدثنا عن الدورات التي أخذتها، لتصقلها موهبتك الفنية؟
ج: أول دورة في التمثيل أخذتها في عام 2009م، عند الفنان عبد الله السعداوي، من عام 2012م إلى عام 2014م، في ثلاث سنوات متتالية أخذت دورة في الإخراج والعصف الذهني والتمثيل في NYT، الشباب الوطني البريطاني في الدمام، و2016م، في NYT، وكورس في لندن، في عام 2015م، ودورة كتابة سيناريو مع الفنان محمد أحمد حسن 2016م، ودورة تمثيل مع الفنان إبراهيم الحساوي.

س: أين يجد “السيهاتي” نفسه فنيًا، أفي المسرح، أم الإخراج، أم الأفلام القصيرة، أم التمثيل؟
ج: أنا أعشق السينما والمسرح، هما عينان في رأس واحد، في السينما أجد نفسي ممثلًا وكاتبًا أكثر، وفي المسرح ممثلًا ومخرجًا.

س: ما الصعوبات التي واجهتك في رحلتك الفنية؟
ج: بالنسبة لي لا توجد صعوبات، لكون البيئة المحيطة ساعدت كثيرًا في فتح باب الفن بدنياي على مصراعيها، حيث بدأنا المحاولات بكل حماس أنا وابن أختي مرتجى الحميدي دون مساعدات من أحد، خلال الدورات التي خضناها، بعدها أثبتنا ذاتنا دون صعوبات، وكما قيل “لا تنتظر أن يساعدك أحد، أثبت نفسك وسوف تجبرهم على أن يرونك.

س: موقف له من الطرافة بمكان، احتواك ذات لحظة فنية؟
ج: طريف كان الموقف، حين كنت في إحدى المسرحيات، بعد خروجي من خشبة المسرح، لأنتظر دخولي مجددًا، أغمضت عيناي، لأدخل في النوم، ولم أنتبه إلا حين جاء وقت دخولي الخشبة بلحظات.

س: في حياتنا الكثير من اللحظات الحزينة التي تأتي بلا مقدمات، أيها اللحظات الحزينة، التي ما زلت تستذكرها؟
ج: من اللحظات الحزينة التي مرت علينا، على جميع طاقم العمل، هي في مسرحية “الوشاح الأحمر”، حيث كنا نجهز قبل يوم من عرض المسرحية، و قبل النوم إذا بخبر وفاة والدة الفنان محمد العلي، ليأتي علينا، كالصاعقة. من الصعب جدًا التصرف في هذه المواقف بالنسبة لي، خصوصًا أن محمد العلي صديقي، وثانيًا، هو ممثل في المسرحية، هذا الموقف جعلني في صومعة لولا الخجل لكنت جلست وصفقت على رأسي ونوحت، خصوصًا أن العرض سوف يكون في اليوم التالي.

س: مخرج تشتاق أن تكون بين يديه ممثلًا؟
ج: في السينما عالميًا، المخرج ستانلي كوبرك، ومحليًا المخرج محمد سلمان، والمخرج محمد السلمان.

س: لكل إنسان ملهم يشد خطاه، في حياتك الفنية، من الملهم لديك؟
ج: ممكن لم تكن لي شخصية ملهمة، بقدر ما أن في كل عمل، أرى فيه شيئًا من الإلهام، ونماذج أشد بها خطاي، ومن التجارب التي أثرت في دنياي الفنية، هي المسرح البريطاني من خلال ضخامة الإنتاج والرؤية الإخراجية والإبداع في القصة، إضافة إلى تعدد أنواع المسرحيات، من الغموض والكوميديا والدراما وكل أنواع الفن، ومن المسرحيات، التي حضرتها في لندن:
مسرحية تشارلي شوكليت- فنتازيا- عائلية
مسرحية الأسد الملك- مغامرة
مسرحية آلام شجاعة- دراما
مسرحية ويكد- دراما
مسرحية البؤساء- دراما- حرب
مسرحية حصان الحرب- دراما- حرب
مسرحية هاملت- عائلية فنتازيا
مسرحية الحلاق- كوميديا- دراما
مسرحية مصنع شارلي للشوكليت

س: برأيك، بعد الإعلان عن السينما في السعودية، هل من الممكن أن ننافس الذين سبقونا في صناعة الأفلام، وما مقومات ذلك؟
ج: من الجميل أنه قبل وجود السينما في السعودية، كانت هي الأقوى خليجيًا من حيث الكم والكيف، أيضًا التميز في السينما السعودية أنها بدأت من حيث انتهى الآخرون. الكم والكيف في الأعمال السينمائية السعودية، والمشاركة في المهرجانات الخارجية والجوائز تجعلها الأقوى خليجيًا.

س: هل سيتأثر المسرح بسبب وجود السينما؟
ج: المسرح فن له أسلوبه، والسينما لها أسلوبها، لا شيء يؤثر على شيء، ومن الطبيعي جدًا أن يكون للمسرح جمهوره، وللسينما جمهورها.

س: أن يكون المسرح في محافظة القطيف رائدًا فنيًا، ما الذي ينقصه؟
ج: لتكون القطيف رائدة مسرحيًا، ينقصها المسرح والقصة.

س: أيعاني الوسط الفني مسرحيًا من القصة، وكاتب السيناريو المسرحي، وما الخيارات التي تشبع هذه الزاوية، برأيك؟
ج: المسرح التجاري فقير في أسلوب الطرح، لهذا نرى أغلب المسرحيات متشابهة، ضعيفة الطرح، في حين أن المسرح التجريبي غني في أطروحاته أكثر من الجماهيري بمراحل، ولكن المسرح التجريبي نخبوي، أما المسرح الجماهيري فتوجد فيه محاولات للإنعاش، لا تعد كونها بسيطة. من الخيارات، التي تشبع المسرح طرحًا، أن يتجه المسرحيون إلى نوعية القصة، ويخرجوا عن المألوف، كذلك الاهتمام في نوعية استخدام عناصر المسرح من إضاءة وصوت بشكل صحيح وإبداعي غير المعتاد رؤيته.

س: بكلمة واحدة، ما توصيفك لهذه الأسماء؛ المخرج عقيل خميس، الممثل ناصر عبد الواحد، المخرج ياسر الحسن، المخرج مالك القلاف؟
ج: المخرج عقيل خميس ملهم، الممثل ناصر عبد الواحد النمس، والمخرج ياسر الحسن ظاهرة، المخرج مالك القلاف مشاغب.

س: أخبرنا عن “بيت الكوميديا” وعروض الارتجال، وكم عدد مشاركاتك مع بيت الكوميديا؟
ج: “بيت الكوميديا” المقامة في جمعية الثقافة والفنون بالدمام هي حاوية لكل فن كوميدي من استاند اب وألعاب ارتجالية ومسرحيات، استمرت عروض الارتجال 8 عروض لغاية هذا اليوم، شاركت في العروض الارتجالية، لتطوير الارتجال لديَّ رغم صعوبة البداية.

س: من الشخص الذي يبعث الضحك في السيد ماجد من زملائه في عروض الارتجال؟
ج: الممثل ناصر عبد الواحد والممثل إبراهيم حجاج.

س: هل ترى أن المسرح الحسيني له دور فعال في المجتمع؟
ج: المسرح الحسيني في القطيف، يأتي النوع الأول من ناحية الجدية في كيفية التقديم تمثيليًا وإخراجيًا وتأليفًا، وجميع عناصر المسرح لا تفعل غالبًا إلا في المسرح الحسيني في القطيف.

س: هل يتقبل الجمهور الرسائل المباشرة التي يتم طرحها في المسرحيات؟
ج: الجمهور لدينا إلى الآن لم يجد إلا الرسائل المباشرة، حيث إن 95% من المسرحيات التي تقدم مباشرة، ويتم قياس الجمهور بعد أن يتم طرح رسائل من ناحية القصة وليس المباشرة، ننتظر أن نرى، لنقيس.

س: ما الإنجازات والجوائز التي حصلت عليها؟
ج: الإنجازات الجماعية:

المسرح:

– جائزة أفضل عرض متكامل لمسرحية “مجرد؟ لا أكثر”.
– جائزة أفضل عرض متكامل لمسرحية مريم وتعود الحكاية في العاصمة الرياض.

إنجازات شخصية:
– أفضل مخرج في مهرجان “ليالي هجر” في الأحساء لمسرحية “بدل فاقد”.
– جائزة التميز في التمثيل في مهرجان الدمام الأخير لمسرحية ضرس العقل.

الأفلام:
– أفضل عرض في مسابقة “إثراء” للأفلام من بين 84 فيلم عن فيلم “بنان”.
– اختيار فيلم “فتات” كأفضل 5 أفلام في مسابقة الرياض للأفلام القصيرة.
– جائزة لجنة التحكيم في مهرجان الأفلام القصيرة بالدمام لفيلم “لسان”.
– أفضل فيلم في مهرجان الأحساء للأفلام القصيرة.
– أفضل فيلم درامي في مهرجان هوليوود لجمال الصورة عن فيلم “فتات”.

س: كلمة أخيرة لك، ما هي ولمن توجهها؟
ج: خلدوا فنكم بقصة.

 


error: المحتوي محمي